أثار تعرض عدد من المباني التراثية في الأحداث الأخيرة التي شهدها شارع قصر العيني للتلف والتخريب حفيظة عدد من المثقفين, خاصة إحراق وإتلاف مبني المجمع العلمي الذي يضم عددا من الوثائق والدوريات النادرة منذ القرن السابع عشر, هذا المبني الذي أقيم بأمر نابليون بونابرت, والذي يضم أهم كتاب في تاريخ مصر وهو كتاب وصف مصر. يقول الكاتب إبراهيم أصلان لم يكن التأمين علي مثل تلك المباني هو الرادع لأعمال التخريب أو لتلاشي احتراقها, لأن كل مواطن مصري علي وعي كاف بقيمة هذه المباني هو المسئول عنها, واحراق هذا المجمع العلمي وما يحتويه من وثائق وكنوز أثرية منذ نابليون جريمة لا يمكن غفرانها. وأضاف أصلان كان يجب أن تؤمن المباني العلمية أكثر من أي مبان أخري, لان اهمالها جرم لا يمكن أن يغتفر لأي طرف له علاقة مهما يكن هذا الطرف, لأن ما حدث يدل علي انعدام الاحساس بأي مسئولية تجاه التراث الذي لايمكن تعويضه, كما أربأ بأي مصري أن يكون له يد في مثل تلك الأعمال, وحريق المجمع سيظل مصدر حزن لكل مصري, ونحمد الله علي سلامة الجمعية الجغرافية المجاورة للمجمع, ولفت الي أن من يقوم بهذا التخريب لايستحق أن يكون من أبناء هذا الوطن علي الاطلاق, كما يجب ألا يصل الاستهتار من أي فريق لهذا الحد في ظل تلك الفترة الحرجة في تاريخ مصر. وقال الكاتب سعيد الكفراوي: ان الأمور أصبحت غامضة, فلصالح من يتم إحراق مثل هذه المباني العلمية والتي تحمل جزءا مهما من تاريخ مصر والعالم, وهذا يشبه بيع تراث نجيب محفوظ في مزاد علني بإنجلترا, لأصول أعماله التي كتبها في الثلاثينيات والأربعينيات, وهذا يجعلنا نطرح سؤالا حول من وراء ما يحدث من تدمير الثقافة والحضارة المصرية. وأضاف الكفراوي ما يحدث للثقافة المصرية من علم وأدب يتطلب علي خلفيته أن يقوم الحكام بالتقصي لمعرفة من المتسبب هل هم شباب الثورة أم الفلول أم بقايا النظام السابق, وما حدث مأساة علي كل المستويات, فأصبحنا مثل الساذج الذي تسقط منه كل تحفه وتراثه, وحرق مجلس الشعب أو أي مبني أخر يستدعي أن تجيب الحكومة علي الأسئلة وتشير بأصبعها نحو من يقوم بتلك الأفعال. وأشار الكاتب إبراهيم عبد المجيد إلي أهمية المجمع العلمي ووصفه بالعظيم, وقال أن المسئولية تقع علي من فتح الباب لمثل هذا التخريب, ومن ترك المباني التراثية ليتم تدميرها, لأن الضرب كان يأتي من أعلي تلك المباني ويرد عليها من الأسفل ايضا بالحجارة, من أشخاص خرجوا عن شعورهم ولا أبحث لهم عن مبرر, فهناك عدم وعي بقيمة تلك الأماكن التراثية, وأنا حزين جدا لما لحق بها من تدمير وأطالب بمحاسبة المسئول عن هذا.