في ساعة متأخرة بعد منتصف الليل استقل خالد وزوجته وأطفالهما الثلاثة سيارته الملاكي وخرج في طريقه إلي منزله بمنطقة15 مايو بحلوان بعد قضاء وقت جميل في منزل أسرة زوجته اتسم بالمحبة والود. ورغم أن تحذيرات كثيرة رددتها زوجته له نقلا عن صديقاتها ووالدتها بعدم التأخر والسير في الطريق الدائري ليلا بعد أن تعددت حالات خطف السيارات والبشر عليه إلي درجة جعلت البعض يطلق عليه عن جدارةطريق الهلاك. كان خالد يشعر بالأمان نوعا ما خاصة بعد أن لاحظ عدة أكمنة في كثير من الطرق ولكن سرعان ماتبدد شعوره بعد أن سلك الطريق الدائري ولاحظ عدم وجود أي أكمنة عليه. أصوات موسيقي هادئة وأحد الأطفال يدير حديثا جانبيا يتسم بالبراءة والتلقائية مع الأم بينما يغرق الطفلان الآخران في نوم عميق بالمقعد الخلفي للسيارة وانشغل الأب بالتركيز علي الطريق أمامه خاصة أنه أغلق زجاج السيارة تماما. وفجأة سطع ضوء عال في المرآة في عينيي الأب الذي تنحي جانبا كالعادة ظنا منه أنها سيارة مسرعة تريد إفساح المجال لها لكي تمر منه ولكن فجأة وجد بندقية آلية موجهة بعد ان اشهرها شخص في وجهه من الجانب الأيسر له وهدده بإطلاق النيران طالبا منه التوقف فورا. مرت ثوان فقط علي الموقف المفاجئ الذي تعرض له الرجل وفجأة قرر عدم الانصياع لأنه ظن أن توقفه بمثابة التدمير له ولأسرته, فربما يختطفون زوجته ويغتصبونها أو يقتلون أطفاله أمامه لقد أيقن أنه علي طريق الهلاك الذي لاينجو منه أي احد يقع في قبضة عصابة لاترحم. وبعد لحظات معدودة أطلق أحد مستقلي سيارة ربع نقل بصندوق ثلاجة وابلا من الأعيرة النارية تجاه خالد الذي حاول الفرار منهم ولكنه لم يتمكن لتصيبه رصاصة قاتلة في الرقبة وتخترق جسده وتخرج من العنق في الخلف ليلفظ أنفاسه. وبمجرد توقف السيارة كان عدد من ركاب السيارات المارة قد سمع إطلاق الرصاص فمنهم من فر هاربا بزيادة سرعته ومنهم من هدأ منها محاولا استكشاف واستطلاع الأمر حتي توقف عدد منهم وكان الجميع مذهولا من هول الموقف.. أطفال يبدو عليهم الاستيقاظ من النوم علي التو فجأة علي الفاجعة وأم فقدت وعيها من فرط خوفها وارتعادها لما حدث وتعرضت له بصحبة زوجها..بكاء وصراخ وفجأة اتصالات بالنجدة والإسعاف من قبل بعض المارة ممن يتسمون بالشجاعة بل وتطوع عدد منهم ممن يحملون أسلحة بملاحقة الجناة. وسريعا حضرت الإسعاف والنجدة وبدأت الأممنار في سرد القصة وإعطاء أوصاف الجناة للضباط الذين حضروا وعلي الفور تحركت أكثر من دورية للبحث عن الجانبين الذين فروا هاربين. وبدأت المباحث في إعداد خطة بحث لضبط المتهمين عن طريق فريق بحث شكله اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة ونائباه اللواءان سامي لطفي وحسن السوهاجي وأثناء تنفيذها ورد بلاغ من وليد وجدي23 سنة سائق ومقيم بدائرة القسم وقرر أنه حال سيره علي الطريق الدائري استوقفه شخصان أدلي بأوصافهما التقريبيةوقاما بوضعه داخل صندوق السيارة قيادته رقم ف ب ر766 ثلاجة كرها عنه في محاولة منهما للاستيلاء عليها وعلي متعلقاته وأضاف أنه نما إلي سمعه صوت إطلاق أعيرة نارية أثناء وجوده بصندوق السيارة وعقب ذلك تركاه والسيارة بمنطقة المقابر وفرا هاربين. وبعمل التحريات اللازمة تمكنت قوة من مباحث قسم شرطة15 مايو من ضبط المتهمين فاضل18 سنة ومحمد19 سنة وسبق ضبطهما في قضايا مخدرات وسرقة وبمواجهتهما اعترفا بارتكابهما واقعة سرقة السيارة وإطلاق النار علي خالد وأسرته مما أدي إلي مقتله وأنهما أرادا سرقة سيارته ومساومته علي مبلغ مالي لاستردادها كما حاولا مساومة سائق السيارة الثلاجة علي دفع20 ألف جنيه مقابل إطلاق سراحه وسيارته ولكن بعد ماتبين لهما أنه غير قادر علي سداد المبلغ تركاه في منطقة المقابر وهربا بعد ارتكابهما واقعة إطلاق النار علي الأسرة. تم تحرير محضر للمتهمين وأخطرت النيابة التي أمرت بحبسهما علي ذمة القضية.