تعيش مافيا التعديات علي أراضي الدولة ببورسعيد عصرها الذهبي منذ أندلاع ثورة25 يناير في ظل غياب قبضة الشرطة وانعدام الحملات الأمنية الخاصة بإزالة التعديات والتصدي لمرتكبيها النازحين من المحافظات الزراعية المجاورة. والذين استباحوا اراضي الدولة في جنوب المحافظة منذ عشرات السنوات ولم تردعهم مئات الاحكام الصادرة لصالح محافظة بورسعيد ولا عشرات الحملات الأمنية التي يعود الوضع بعدها لما كان عليه قبلها. وبصعوبة بالغة أفلت المنتفعون بأراضي الجمعيات وشباب قري الخريجين من تلك المافيا وإن جري تسجيل بعض حالات التعديات المستترة قانونا.ولم يكن شرق بورسعيد واراضيه أفضل حالا من الجنوب فالتعديات علي كل لون والمستعمرون الجدد خليط من رجال الأعمال والمستثمرين ولواءات الشرطة المحالين للمعاش ومحترفي الاستيلاء علي اراضي الدولة القادمين من دلتا مصر وشمال سيناء. وفشلت جميع محاولات إسترداد الأراضي المنهوبة في تلك المناطق وظل الوضع علي ماهو عليه حتي الان. وفي جولة ل الأهرام المسائي في المناطق الزراعية بالجنوب والشرق قال المحاسب هشام الحلوجي أحد المنتفعين في منطقة شرق بورسعيد استزراع سمكي أن اكثر من20 ألف فدان أستولي عليها البدو وعرب سيناء داخل زمام محافظة بورسعيد( شرق التفريعة) عقب ثورة يناير وباعوها بأسعار زهيدة وضاعت علي الدولة الحصيلة رغم جودة الأراضي للاستزراع السمكي وإذا كانت الدولة بصدد إيجاد حلول عملية لتلك الأزمة بعيدا عن المطاردات والحملات الأمنية فمن الممكن تقنين أوضاع هذه الأراضي وتحرير عقود رسمية للقائمين عليها بالقيمة الفعلية للأرض وتشجيعهم علي المضي في مسعاهم لاقامة مزارع سمكية نموذجية والناتج النهائي لمثل هذه الخطوة سوف يتمثل في حصيلة بالملايين تصب في خزينة الدولة وانواع ممتازة من البروتين السمكي المطلوب بالأسواق للحد من ارتفاع اسعار السمك في جميع محافظات مصر. فيما أضاف المهندس مصطفي السيد من منتفعي الجمعيات الزراعية بالجنوب أن مفهوم التعدي تغير بالسنوات الأخيرة ولم يعد مجرد وضع يد من جانب المعتدين القادمين من مناطق أخري.. فهناك علي سبيل المثال مخالفة العقود المبرمة بين هيئة التعمير وأعضاء الجمعيات في البند الخاص بالغرض من التخصيص والذي قام الأعضاء في الغالب بتحويله من الاستزراع النباتي للاستزراع السمكي وتعثرت كل محاولات ازالة تلك المزارع السمكية وفشلت كل محاولات ردع اصحابها بالقانون وبالقوة الجبرية وطالب بتمليك تلك المساحات الشاسعة من الأراضي لاصحابها الملتزمين بالاستزراع النباتي وأن تخطو خطوة جادة في مجال إعادة الأمور لنصابها الصحيح بجنوب بورسعيد ولن يتأتي ذلك سوي بسحب اراضي المزارع السمكية فورا وطرحها للبيع بالمزاد العلني.