الحوار حول العقائد حوار عقيم. هذا هو ما قاله الدكتور أحمد الطيب الشيخ الجديد للأزهر في إجابته عن سؤال عن حوار الأديان. قال الدكتور الطيب: إن الحوار بين الأزهر وممثلي الديانات الأخري سيتواصل إن هذا الحوار لم ولن يشمل أي حوار حول المعتقدات. هذا هو كلام العقل فأصحاب الديانات المختلفة ليسوا في وارد تغيير دياناتهم, فكل صاحب ديانة يجلس في المكان الذي هو جالس فيه لأنه اختار لنفسه دينا ارتاح له ضميره, أو لأنه ورث عقيدة وجد أهله عليها ولا يريد أن يتحمل مشقة البحث ومخاصمة الأهل. الناس تتحاور إما من أجل أن يفهموا بعضهم بعضا, وهذا بالتأكيد طريق للحد من الصراعات ولتجنب سوء الفهم, أو أنهم يتحاورون للتوصل لحلول وسط في قضايا يختلفون عليها. في العقائد والأديان لا مجال لحلول وسط, ولكن في قضايا معيشة الناس هناك مساحات واسعة للتوافق حول حلول يرضي عنها الجميع. حوار الأديان ليس حوارا حول العقائد, ولكنه حوار بين بشر حدث أنهم يتبنون عقائد مختلفة من أجل التفاهم حول سبل العيش المشترك. للبشر من المسلمين والمسيحيين وغيرهم مصالح وهموم مشتركة, وهي نفس المصالح والهموم التي يشتركون فيها مع أغلب البشر بغض النظر عن دياناتهم. إنها الهموم المشتركة للبشرية التي يمكن للدين أن يلعب في حلها دورا لا غني عنه ولا بديل. قضايا البيئة ومكافحة الفقر ونشر التسامح وتعزيز القيم الأخلاقية المشتركة, كلها قضايا تواجه أبناء البشرية بغض النظر عن دينهم, ويمكن للحوار بين القادة الروحيين للأديان والمذاهب أن يسهم في تخفيف هذه المشكلات. أتمني علي شيخ الأزهر أن يمد نطاق حوار الأديان ليشمل الحوار بين المسلمين والأقباط الأرثوذكس, وأغلبهم من المصريين. هناك تردد في فتح مثل هذا الحوار, وهناك محاولات ما تلبث أن تبدأ إلا وتتوقف, مع أن الحوار بين أبناء الوطن الواحد هو القضية الأولي بالرعاية. فالأزهر مؤسسة إسلامية ولكنه أيضا مؤسسة مصرية بحكم النشأة والتاريخ, وكذلك الكنيسة القبطية التي هي مؤسسة مصرية صميمة بحكم التاريخ والقوام البشري. فحوار الأزهر والكنيسة القبطية هو حوار بين دينين عالميين, وهو أيضا حوار بين أبناء الوطن الواحد.