تسببت تصريحات الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء حول خطورة الوضع الاقتصادي لمصر في خسارة البورصة مايقرب من4.3 مليار جنيه من رأس المال السوقي. حيث سيطرت حالة من الخوف والقلق علي المستثمرين الأجانب الذين زادت حدة مبيعاتهم في جلسة أمس بسبب غموض مستقبل البورصة في ظل الأوضاع الراهنة وبلغت مبيعات الأجانب66.7 مليون جنيه في جلسة أمس في حين تماسك المستثمرون المصريون والعرب ولم يندفعوا نحو البيع بل اتجهوا لاقتناص الفرص وانخفاض الاسعار مسجلين صافي مشتريات بلغت32.3 مليون جنيه للمصريين والعرب4.4 مليون جنيه وهبط المؤشر الرئيسي للبورصة إيجي إكس30 بنسبة%2.06 متجها نحو نقطة دعم رئيسية عند مستوي3883 نقطة كما انخفض مؤشر إيجي إكس70 بنسبة2.49% كاسرا نقطة الدعم الموجودة عند مستوي450 نقطة كذلك إيجي إكس100 الذي أغلق منخفضا بنسبة2.04%. وقال إيهاب سعيد خبير أوراق مالية أن مؤشرات البورصة حاليا تعيش أدني مستوي لها منذ6 سنوات علي الأقل مشيرا الي أن جلسة التداول أمس كانت جلسة بيعية متأثرة باعتراف الحكومة الرسمي بوجود أزمة اقتصادية طاحنة تهدد مستقبل مصر فالجميع كان يعلم بوجود الأزمة ولكن إعلانها رسميا علي لسان رئيس الوزراء ضاعف من تأثيرها السلبي علي البورصة موضحا أن الأجانب كانوا أكثر المستثمرين فزعا علي مستقبل استثماراتهم المالية بعد تلك التصريحات فقاموا بعمليات بيع واسعة ضغطت علي مؤشرات البورصة هبوطا بسبب تركيز استثماراتهم علي الأسهم القيادية والتي تمثل أكبر وزن نسبي في المؤشر مثل البنك التجاري الدولي وشركة أوراسكوم للإنشاء. وأضاف إيهاب أنه اذا استمر الهبوط في جلسة اليوم سيستكمل مؤشر إيجي إكس30 مسيرة الهبوط حتي نقطة الدعم التالية والموجودة عند مستوي4820 نقطة ثم يرتد صعودا مرة أخري كذلك مؤشر إيجي إكس70 والمتوقع له أن يهبط حتي مستوي440 نقطة ثم الارتداد صعودا فوق مستوي450 نقطة وحول مطالبة الحكومة بدعم البورصة أكد إيهاب أن الدعم الحقيقي للبورصة هو تحسين الأداء الاقتصادي للحكومة حيث إن البورصة لا تحتاج الي ضخ أموال حكومية في الأسهم لأنه في حالة اتخاذ هذا القرار ستقوم السوق بامتصاص تلك السيولة والهبوط مرة أخري أما اذا تحسنت الأوضاع الاقتصادية وعادت عجلة الانتاج الي معدلها الطبيعي مع العمل علي إعادة الثقة في السوق واحترام الاتفاقيات والعقود الموجودة بين رجال الأعمال والحكومة موضحا أن ماحدث أخيرا من إلغاء عقود تخصيص الأراضي والشركات أصاب الأجانب بحالة من عدم الثقة بل واتخذته بعض وسائل الاعلام الغربية مؤشرا علي رغبة المصريين في العودة الي نظام التأميم وسيطرة القطاع العام علي الأسواق.