أكد مثقفون أن مصر تحتاج إلي حكومة قوية تستطيع أن تعبر بها هذه المرحلة الانتقالية, وتوفر لها الاستقرار والهدوء الذي يساعد علي بناء دولة مدنية قوية وحرة, تقوم علي دستور قوي يؤدي لانتخابات رئاسية تعبر عن الإرادة الحقيقية لجميع المصريين وفي استطلاع للأهرام المسائي تم رصد هذه المطالب بعيون المثقفين: يقول القاص سعيد الكفراوي بتأمل المشهد عموما, نجد أنه محاط بقدر من الغموض والتسويف, وقد وضعنا الجيش في موقف غير مفهوم وأصبحنا لا نفرق ماذا يريد.. وأضاف الكفراوي علي العجائز أن يمتنعوا تماما عن رسم مستقبل لهذا الشباب ونتركهم لكي يصنعوا حياتهم, فقد عانينا خلال60 عاما من الهزائم والدكتاتورية وتدخل العسكر, وكانت النتيجة واقعا مزريا, لذا علي الجيش أن يدرك أن واجبه الدفاع عن أمان الوطن وليس ليدير شئون البلاد وأعتقد أن الجيش كان حارسا أمينا في الفترة التي حكم فيها عبد الناصر والسادات ومبارك. لكننا لسنا في حاجة لإخراج رؤساء وزراء من المخازن لأن هذا شيء يدعو إلي الدهشة, فالجنزوري جاء من قريته ليرأس الحكومة, بعد اعتزال العمل السياسي لمدة15 سنة, ورغم أن الدنيا تغيرت وأصبحت هناك اسئلة جديدة مطروحة وقضايا هو غائب عنها, وللمحافظة علي الوطن يجب أن يصغي العسكر لمطالب الدولة المدنية, وهذا لحماية البلد من هبوب عاصفة من المواجهات بين طوائف المجتمع. وقالت الكاتبة سحر الموجي أستاذة الشعر الانجليزي والأمريكي بجامعة القاهرة أن القضية الآن ليست قضية الحكومة فالأولوية الآن من يمكن أن يمسك بالسلطة, فالشارع معترض علي بقاء العسكر في السلطة, لذا يطالب الشارع المصري برحيل المجلس وتولي السلطة لمجلس رئاسي مدني. ومن جانبه أكد الكاتب مكاوي سعيد اذا اردنا خيرا بهذا البلد فنحتاج حكومة ذات صلاحيات كاملة وليست سكرتارية للمجلس العسكري, وإلغاء المحاكمات العسكرية ومحاكمة فلول النظام السابق, والفكرة الأهم هي الأمان وهذا مطلب أساسي للشارع, إعادة الأمان له, يلي هذا توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين. وقال مكاوي إن التعجل في إجراء الانتخابات يشكل كارثة ولابد من تأجيلها, لأن الثوار الحقيقيين قرروا أن يقاطعوا هذه الانتخابات, ومعني هذا فإننا نعطي مساحة لفصيل واحد يفوز بالانتخابات, وفي النهاية نقول ان هذه ديمقراطية, فقرار إقامة الانتخابات كان يحتاج دراسة أكبر لأنه ستترتب عليه الخطوات القادمة كلها من صياغة دستور وانتخاب رئيس للجمهورية, وأخاف أن هذه القرارات تشكل عراقيل تترتب عليها مشاكل دامية, وهذا كله خوفا من أن يتولي الرئاسة رئيس مدني. وقال الكاتب أحمد صبري أبو الفتوح ان الأحداث لا تتطلب تحقيق المطالب فقط, ولكن لابد من أن يتولي تنفيذ هذه المطالب حكومة نثق فيها ولا أري أن الجنزوري هذا الرجل الذي يصلح لتلك الحكومة لأنه متهم من قبل, الشعب ببيع القطاع العام, وتبديد أموال الدولة, ومتهم أيضا بأنه من أتباع مبارك وخلافه معه لم يكن خلاف مباديء أو سياسات بل كان خلافا حول مسائل مظهرية, ومعني اختيار المجلس العسكري له ليترأس الحكومة هذا دليل انه ليس لديه ابداع في الاختيار وأنه لا يتحرك خارج حدود النظام السابق, ولابد من أن يرأس الحكومة شخصية تعبر عن الميدان ومن روح ثورة يناير, وهناك أسماء كثيرة يمكن طرحها لأننا نحتاج إلي من لم يغير خطابه السياسي قبل أو بعد الثورة ولم يتصادم خطابه مع مطالب الثوار وميادين مصر.