ليس من الطبيعي أن نحصر القضية المشبوهة التي تعصف باتحاد كرة القدم حاليا في الدائرة العادية التي اعتدنا عليها سنوات طويلة, ولم يعد مناسبا أن نذهب إلي أنها مجرد تصريحات نارية بين رئيس المجلس وأعضائه. وأن جلسة صلح أو قعدة عرب في محل أو مكتب أو بهو فندق علي حساب صاحب المحلتعيد المياه إلي مجاريها, فالقضية أخطر من ذلك بكثير وتوجب تحقيقا علي أعلي مستوي خاصة أن الأمر يتعلق بسمعة مصر ويخترق حاجز الذمة المالية, ويطعن النزاهة والشفافية في مقتل! ولست مع هؤلاء الذين يطالبون سمير زاهر بأن يتنحي ويترك الساحة بعد أن انقلب عليه أعضاء المجلس وأصبحت الرائحة تزكم الأنوف, وسقط السلاح من يده التي توقع شيكاتللأندية الفقيرة وتعين في الجبلاية بدون وجه حق وبمقابل مادي ضخم وتسند مهمة ما لشركة أو قناة معينة وتوقع قرارات السفر دون رادع إلا المصلحة الخاصة.. يجب ألا يرحل بهذه السهولة وإلا طالب المتهمون بإفساد مصر سياسيا واجتماعيا واقتصاديا بفتح أبواب السجون أمامهم وإلغاء كل المحاكمات! عجزت الجمعية العمومية عن سحب الثقة من الاتحاد بسبب الشيكات والأكلات والهدايا وتضارب المصالح والقرارات التي لم تعمل أي حساب لمصلحة اللعبة, ولكن يجب ألا يفلت المخطئ من الحساب, وليس اقل من فتح ملفات اتحاد كرة القدم منذ عام2005 وحتي الآن للوقوف علي حقيقة الأمر ومراجعة النظام المالي لمحاسبة من أهدر أموال الشعب واستحلها لنفسه دون وجه حق! لم يعد الأمر يتحمل الحلول الوردية التي تدع المخالف ينجو ببدنه تاركا وراءه تركة مثقلة بالهموم والخطايا والنقائص, طريحة الفراش تنهش الأمراض فيها.. وإذا كان المجلس القومي للرياضة بلا رئيس فلا أقل من أن تتدخل الحكومة وتؤدي دورها في مواجهة كل من أفسد ويفسد في هذا البلد.. ليس أقل من إحالة الموضوع برمته إلي النيابة العامة لتحقق في القديم والجديد.. فإما البراءة.. وإما الحكم العادل ضد كل من خرب.. وليس أقل من لجنة محايدة- غير التي كان يشكلها النظام السابق- تبحث ماذا فعل هذا الاتحاد باللعبة في ست سنوات.. لماذا لم نصعد إلي كأس العالم.. وماذا حدث في بطولة كأس العالم للشباب التي أقيمت في مصر عام2009 ؟ لماذا انهارت كل المنتخبات الوطنية مرة ومرتين؟.. ولماذا نزل عريس إفريقيا من الكوشة وخرج من التصفيات الافريقية خروجا مهينا؟.. ولماذا قل محترفونا, وتراجع ترتيبنا في تصنيف الفيفا؟ ولماذا يهان منتخب مصر في المباريات الودية؟.. وأسئلة أخري كثيرة تنادي بالمحاكمة قبل الرحيل! [email protected]