رغم أن الانتخابات البرلمانية الحالية جاءت بعد ثورة من المفترض ان تكون قد غيرت كثيرا من الأوضاع التي شابت العملية الانتخابية في الفترات السابقة. فان المشهد يؤكد أن الامور التي كانت تحدث بعلم وايعاز من الحزب الوطني المنحل مازالت تمارس من تمزيق للافتات وغيره ولم يقتصر الامر علي منطقة بعينها وانما امتد لكثير من المناطق والاحياء بمختلف المحافظات والفاعل مجهول. ففي الاسكندرية أكد عبدالغفار شكر رئيس حزب التحالف الاشتراكي ان المرشح محمد سعد خير الله بقائمة الثورة مستمرة قد حرر محضرا اتهم فيه مرشحو الحرية بتمزيق لافتاته وقال شكر: اننا مازلنا نتعامل مع الانتخابات باعتبارها ليست آلية للديمقراطية واسلوبنا لايتناسب مع اساليب الديمقراطية فشراء الاصوات وتمزيق اللافتات واستغلال الدين في الانتخابات مازال موجودا ولن ينتهي ذلك من الشارع الا بالاخلاص والعمل علي الارتقاء بهذا الوطن من خلال انتخابات نزيهة بعيدة عن اي مؤثر آخر خلاف قناعة رجل الشارع بمن يمثله. وفي الدائرة الثانية بالقليوبية رفض طلعت عويس المرشح علي مقعد عمال مستقل تحرير اي محاضر بواقعة تعرض لافتاته للتمزيق واكتفي بالمرور بنفسه علي لافتاته. وفي المقطم فوجئت رضوي العريني المرشحة علي مقعد فئات فردي بقيام عدد من البلطجية بتهديدها ليلة وقفة عيد الاضحي اثناء تعليق صورها بالشارع الرئيسي بتمزيقها وتكرر ذات السيناريو معها اربع مرات في اخراها كانت جميع لافتاتها مهلهلة وغير موجودة. واضافت عضوة اتحاد الثورة انها قبل تحرير محضر بالواقعة قامت بمحاولة لمعرفة سبب ذلك الموقف من حملتها الدعائية من جانب مسئولي حزب الحرية فأكدوا لها ان هناك عناصر تحاول الوقيعة بينها وبين مرشحي اتحاد الثورة. أحمد حسن أمين الحزب الناصري ارجع هذه السلوكيات الي الجهل والامية الانتخابية لدي الكثيرين ومنهم المسئولون عن هذه السلوكيات المصريون يصوتون لمن يعرفونه والقائمة غريبة عليه هذه المرة والواجب أن يعلم الناس جميع البرامج حتي يتمكنوا من الاختيار السليم ومن يستطيع ان يعبر عنهم وطالب الجميع بتغيير ثقافته تجاه الانتخابات هذه المرة حتي تصل مصر الي بر الامان. ويضيف الدكتور بهاء ابو شقة نائب رئيس حزب الوفد ان ثورة25 يناير قامت من اجل القضاء علي المشهد الاليم والمفزع الذي اتسم بالاعتداء الصارخ علي الديمقراطية المتمثل في الاعتداء علي حرية التعبير لكل مواطن او مرشح وألا يصادر الرأي الآخر حتي وان كان ضده ولذا كان من الشعارات والمطالب الاساسية للثورة مطلب الديمقراطية وقد التزمت الثوة بهذا المبدأ ورفضت المحاكمات الاستثنائية بالنسبة لمن ثبت اتهامهم بافساد الحياة في مصر وآثرت ان يحاكموا امام قاضيهم الطبيعي وان مثل هذه التصرفات يقوم بها اعداء الثورة لانها مشهد غير حضاري يتنافي مع ما اجمع عليه المصريون من ان الديمقراطية هي السبيل الوحيد لبدء حياة جديدة شريفة بعد اكثر من60 عاما من البعد عنها فضلا عن ان الاستقرار الاقتصادي لايمكن تطبيقه الا في ظل استقرار سياسي وديمقراطي لذلك لابد ان تقبل الرأي الآخر حتي ولو كان مخالفا. وحول عقوبة من يثبت اتهامه بتمزيق لافتات مرشحين اكد ان القانون خلا من نص يجرم هذا التصرف وانما يعتبر جنحة اتلاف وعقوبتها الغرامة. وطالب ابو شقة بأن تكون العقوبة اشد حتي يكون هناك ردع لمن يقدم علي هذه التصرفات مشيرا الي ان الشعب واع ومن اقدم شعوب التي عرفت المجالس النيابية وسوف يدافع عن الديمقراطية لانه هو الذي قام بثورة19 وثورة23 يوليو1952 وثورة25 يناير وهو كفيل بالخروج من سلبيته وتحقيق الديمقراطية وآفة الشعب المصري سابقا كانت السلبية لانه كان يعلم ان هناك تزويرا للعملية الانتخابية بعكس هذه الدورة والتي هي بمثابة المفصل الحقيقي في تاريخ مصر فلا عذر للشعب المصري هذه المرة وعليه ان يخوض الانتخابات شبابا ورجالا ونساء ومسلمين واقباطا ولايفرط في صوته ويعطيه لمن يري انه اصلح لهذه المرحلة لتتحقق الديمقراطية لان بدونها لايكون استقرار سياسي ولا اقتصادي.