أقام المجلس الأعلي للثقافة برئاسة د. شاكر عبدالحميد حفل توقيع وندوة لرواية عناق عند جسر بروكلين للدكتور عز الدين شكري فشير, والتي دخلت قائمة البوكر الطويلة لعام2012, بحضور د. عماد أبوغازي وزير الثقافة, والناقد الأدبي د. صلاح فضل, ود. حسام عقل الناقد الأدبي, والشاعر شعبان يوسف, وأدارت الندوة الناشرة الدكتورة فاطمة البودي. قال د. شاكر عبدالحميد ان عز الدين شكري اعتمد في كتابته للرواية علي المنهج مابعد الحداثي في الأدب من خلال تبنيه للنص المفتوح وكذلك استناد أركان الرواية إلي شخصيات متعددة المصائر والأبعاد فهي شخصيات تفوق وتتطلع الي الالتفاف لكنها تستمر في حالة من التيه والفراق والغياب المستمر, كما أن الرواية تتميز بمناقشتها مواضيع فلسفية وإنسانية متعددة, فهي رواية ذات حس وجودي وميتافيزيقي, وكذلك طرحها لعدد كبير من التساؤلات الحضارية الهامة. فيما أشار د. صلاح فضل إلي أن عز الدين شكري يقوم باستغلال موهبة معلوماته الغزيرة والدقيقة في كل المجالات وتوظيفها بالشكل الملائم الذي يصنع رواية علي قدر عال من الجودة, ظهر هذا التميز في رواياته الأولي وامتد للرواية الحالية, وعلي الرغم من أن معظم حياة عز الدين شكري كانت بالخارج لفترات طويلة نظرا لطبيعة عمله كدبلوماسي مصري, إلا أن أي قاريء يجد شكري متابع جيدا لأحوال الثقافة والمجتمع المصري بكل منعطفاته وتراب حاراته وضجيج مفاهيمه وتنوع ألفاظه ولهجاته لذا فإن رواية عناق عند جسر بروكلين تتمتع بقدر عال من ضبط إيقاع اللغة بشكل لايمكن من خلاله أن يمل القاريء أو يمل. وقال د. حسام عقل ان الرواية بجانب المدخل القصصي لها, فإنها تهتم كذلك بنقد النموذج الغربي, فهي تمثل حالة تعبيرية جيدة من الإحتكاك وعراك المثقف العربي بالواقع والحياة الغربية, مضيفا أن رواية عناق عند جسر بروكلين تعد امتدادا لأعمال أدبية وعربية هامة ناقشت العلاقة بين الشرق والغرب أمثال رواية عصفور من الشرق لتوفيق الحكيم, وقنديل ام هشام ليحيي حقي, وموسم الهجرة للشمال للطيب صالح وغيرهم كثير, من ناحية أخري فإن الرواية تقدم نقدا فلسفيا للرأسمالية الغربية, والعنصرية الأمريكية, ويأتي ذلك من خلال تبنيه أسلوب ومنهج طرح التساؤلات وربط الفضاء السردي بفضاء الأسئلة. وأشار الشاعر شعبان يوسف إلي أن رواية شكري تقدم نقدا قاسيا لنموذج الحلم الأمريكي, وذلك بالرغم من أن جرعة السياسة في رواية عناق عند جسر بروكلين أقل بكثير من رواية غرفة العناية المركزة فإنها أظهرت أبعادا نظرية إنسانية وفلسفية جديدة للأديب والروائي عز الدين شكري. ومن جانبه أكد د. عز الدين شكري أن الطابع الإنساني للرواية الذي شمل البعد السياسي شمل أيضا جانب أبعاد ثقافية وفلسفية وإنسانية أخري. كما أكد أنه حاول من خلال طرح عدد من التساؤلات أن يثير تلك القضايا الإنسانية في عقل القاريء, مشيرا الي أنه الأسلوب الأفضل في صنع الوعي عوضا عن تقديم الإجابات الجاهزة والمعدة سلفا.