اجتمع راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التي باتت القوة السياسية الأقوي في تونس الآن مع مسئولين تنفيذيين بالبورصة أمس ليبعث برسالة مفادها أن الحكومة التي جاءت بها الثورة ستكون صديقة للسوق. ولايزال المسئولون يجدولون نتائج الانتخابات وهي اول انتخابات ديمقراطية في تاريخ تونس لكن حركة النهضة الإسلامية في طريقها للفوز بفارق كبير. وستكون للانتخابات أصداء في دول أخري خاصة مصر وليبيا اللتين تخوضان عملية انتقال من القمع الي الديمقراطية. وجرت الانتخابات التونسية بعد عشرة اشهر من إشعال بائع خضر تونسي النار في نفسه يأسا من الأوضاع مما أدي الي انطلاق شرارة فجرت موجة الثورات التي اجتاحت العالم العربي وتعرف باسم' الربيع العربي'. وبذل الغنوشي جهدا كبيرا لطمأنة العلمانيين ومجتمع الأعمال القلق من احتمال سيطرة الإسلاميين علي الحكم وأنه لا يوجد ما يدعو للخوف. ولم يصل الإسلاميون الي السلطة في المنطقة منذ فازت حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية( حماس) بالانتخابات عام.2006 ويدرك زعماء تونس الجدد أنهم بحاجة ملحة الي معالجة مشاكل الفقر والبطالة التي تفاقمت منذ قيام الثورة. وقال مسئول كبير بحركة النهضة إن الغنوشي التقي أمس بمسئولين من البورصة التونسية ليبعث برسالة مفادها أن البورصة مهمة للغاية وأنه يؤيد زيادة الادراجات' لتسريع وتيرة النمو الاقتصادي وتنويع الاقتصاد التونسي'. وقال عبد الحميد الجلاصي مدير الحملة الانتخابية في مقر الحركة إنه ستكون هناك استمرارية لأن النهضة جاءت الي السلطة من خلال الديمقراطية وليس الدبابات. وتابع أن حركته عانت من الدكتاتورية والقمع والآن هناك فرصة تاريخية لتذوق طعم الحرية والديمقراطية. ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن الأمين العام لحركة النهضة الإسلامية حمادي الجبالي قوله أمس إنه مرشح حركته لمنصب رئيس الوزراء وقد يعرض منصب الرئيس علي القائم بأعمال رئيس الوزراء الباجي قائد السبسي. وأضافت نقلا عنه أنه' مرشح حزبه لرئاسة الحكومة القادمة' وهو ما اعتبره' أمرا بديهيا باعتبار أن الأمين العام للحزب الفائز بالأغلبية في كل الديمقراطيات في العالم يتولي رئاسة الحكومة.' وقالت الوكالة إن الجبالي لم يستبعد عرض منصب الرئيس علي السبسي. في غضون ذلك أكد وزير الداخلية الفرنسي كلود جيون علي ضرورة الثقة في تونس بعد انتخابات المجلس التأسيسي التي عقدت قبل ثلاثة أيام وأسفرت عن فوز حركة' النهضة الإسلامية'. ودعا جيون في مقابلة مع راديو( أر تي أل) الفرنسي أمس- إلي ضرورة توخي اليقظة, قائلا' لا ينبغي تحت أي ظرف أن نأسف علي دعمنا لثورة الياسمين في تونس'. وطالب بضرورة الثقة في الشباب التونسي الرائع الذي لا يتوقف عن التأكيد علي التزامه بالحرية والمساواة بين الرجل والمرأة.