وقف الحال هو مضمون الأحاديث والحوارات التي أسمعها سواء أكانت مع مجموعة من الأصدقاء في ناد أو مقهي أو في حفل استقبال بإحدي السفارات أو حتي بين شرائح الطبقات الفقيرة ممن التقيهم واستمع إليهم ولا حديث سوي عن هموم البطالة ووقف الحال. ولقد تعلمنا في الجامعة أن علم المنطق هو مقدمات تؤدي إلي نتائج فكلما جمعتني جلسة وكان مضمون حوارها حكاية وقف الحال هذه ناقشتهم ما هي الأسباب التي أدت بنا إلي هذه النتيجة.. استمع وأحلل ما يقولون فأجد أن السبب في كل ما نعانيه هو الحكومة الحالية التي من المفترض أن تكون صاحبة قرارات ثورية يعود مردودها علي المواطنين بشكل سريع فقد تحولت الحكومة من حكومة تسيير أعمال إلي حكومة وقف الحال فمعظم الوزراء والمحافظين أصحاب اياد مرتعشة.. كلهم يخافون من التوقيع حتي علي أي شكوي لصاحب مظلمة لأن صور من كانوا مكانهم بالأمس تطالعهم صباح مساء وهم في السجون وخلف قضبان قفص المحاكمات لابد أن تتحرك الحكومة سريعا قبل فوات الأوان وحتي أكون موضوعيا أقول انه برغم السوداوية التي تغلف صورة الحكومة في أذهان الناس إلا أن وسط هذه الظلمات رأيت شعاعا من نور عندما قرأت عن اللواء صلاح المعداوي محافظ الدقهلية في أكثر من صحيفة أنه كثير الحركة والمتابعة للمشروعات الحيوية التي تخدم المواطنين ويفتح ديوان المحافظة أمام الجميع يوما في الأسبوع للاستماع إلي شكاواهم ويذهب بنفسه إلي نهايات الترع في القري مع مدير الري لحل مشكلة نقص مياه الري للفلاحين.. الأكثر من هذا فقد لفت نظري أنه أثناء دعوة المعلمين للاضراب علي مستوي محافظات الجمهورية وتزامن معها اضراب الأطباء لم تشهد مدارس أو مستشفيات الدقهلية أي توقف عن العمل ولقد علمت أن المحافظ دعا المعلمين والأطباء في مؤتمرات كبيرة وناقش معهم سبل حل مشاكلهم بعيدا عن الإضراب وأقنعهم بذلك نحن بحاجة إلي أن ينتهج الوزير أو أي مسئول في أي موقع نهج اللواء المعداوي وهو اقتحام الأزمات ومحاولة الوصول إلي حل وسط تسير به الأمور بدلا من وقف الحال والايدي المرتعشة.