نعي عدد من المثقفين رحيل الكاتب الكبير أنيس منصور برغم اختلاف البعض معه سياسيا بسبب موقفه من الملف الإسرائيلي وقضية التطبيع, واختلاف البعض الآخر معه كصحفي وأديب. قال الكاتب مكاوي سعيد إن أنيس منصور كان له أسلوبه المميز الساحر, وهو من الكتاب الذين جعلوني أحب الكتابة منذ زمن, لأنه كان يكتب كتابة تدل علي علم كبير وأسلوب شيق وبسيط, برغم أنني لا أتفق مع مواقفه السياسية خاصة من إسرائيل, لكن مقالاته لا يمكن ان نتجنبها, فكنت أنتظر دائما مقالاته بالجرائد التي عمل بها وآخرها مقال' مواقف' في الأهرام, فهو ليس من الكتاب الذين أعجب بهم علي المستوي الشخصي, لكن لا يمكن أن أغفل عن قراءة كتاباته, ورحيله خسارة للحياة الثقافية العربية. وقال الشاعر شعبان يوسف: كان أنيس منصور كاتبا كبيرا منذ أيامه الأولي, حتي في تدرجه الصحفي في الإصدارات المختلفة, خاصة في آخر ساعة, وفي مجلة الرسالة كان يكتب عن شعراء وكتاب من الأدب العالمي, كما قام منذ بدايته بدور مهم, وهو التعريف بالفلسفة بشكل مبسط, فكان عندنا عبدالرحمن بدوي ومحمود قاسم, وهم أساتذة فلسفة كبار, كما نحتاج لمن يبسط لنا هذا الأسلوب ويقدم الفلسفة بشكل أيسر, وهذا ما قام به أنيس خاصة في فترة الخمسينيات التي لعب فيها ادوارا كثيرة سلبية وايجابية فكان كاتبا للمقال من الطراز الأول, لكن من سلبياته علاقته بالسادات, واتحاده بالسلطة منذ زمن لأنها هي نفسها انتبهت له بسبب نبوغه. ويضيف شعبان, كتابات أنيس تربت عليها أجيال حتي مقاله الصحفي اتفقنا أو اختلفنا عليه لابد من قراءته حتي قبل رحيله لابد من قراءة مقالة بالصفحة الأخيرة بجريدة الأهرام, فهو أهم من كتبوا المقال مثل علي أمين ومصطفي أمين وأحمد بهاء الدين, كما أنه من ترجموا الأدب الإيطالي لمعرفته بعدد من اللغات, بالاضافة إلي مسرحياته وقصصه القصيرة, كما أنه اكتشف عددا من المواهب منهم كاتبة مهمة, لكنها غير معروفة هي( عنايات الزيات) التي انتحرت في الستينيات, وهو من يعرف السر في كتابتها, وفي انتحارها لكنه لم يتحدث عنه رحمه الله. ومن جانبه قال الناقد د.مدحت الجيار كان أنيس منصور واحدا من الكتاب الكبار في الصحافة المصرية والعربية, وأحد أهم كتاب الرحلات, له مواقف كثيرة يمكن أن نختلف عليها وحولها, وبالطبع اقصد المواقف السياسية لكن هذا لا ينطبق علي أعماله الإبداعية إلي جانب انه شغل مناصب عديدة في الصحافة لأنه صاحب قلم متمكن قابل ان نقرأه ونتابعه حتي لو اختلفنا معه سياسيا, وأعماله الآن لابد أن نستقبلها استقبالا خاصا لأنه وجد له مكانة علي خريطة الأدب العربي ليست بقليلة, يكفي أنه ظل يكتب حتي قبل دخوله العناية المركزة أي ظل يكتب أكثر من60 عاما.