نعى العديد من المثقفين والكتاب والنقاد الكاتب الكبير أنيس منصور الذى وافته المنيه أمس عن عمر يناهز 87 عاما. وأعرب كتاب ومثقفون عن شعورهم بالحزن البالغ لرحيل أنيس منصور القامة الأدبية والفكرية الشامخة مصريا وعربيا وعالميا، لما له من رصيد ومخزون ثقافى متنوع وأسلوبه الخاص فى كتاباته الأدبية والصحفية الذى لاقى إقبالا كبيرا لدى محبيه، فكان كاتبا متنوعا وبسيطا وسهلا وصحفيا متميزا أجاد كتابة المقال والعمود فى الصحف والمجلات المصرية والعربيه وله جمهور كبير وعريض فى كل مكان من العالم ومن كافة الأعمار والمستويات الثقافية.
وقال الناقد ووزير الثقافة الأسبق الدكتور جابر عصفور إن أنيس منصور واحد من قمم الثقافة العربية، فكان مفكرا وأديبا كبيرا، بإمكانياته وإبداعاته،التي تضمن له البقاء أبدا في خارطة الثقافة العربية، مضيفا أن المعرفة الشخصية بينهما أتاحت له إدراك إلى أى مدى كان الراحل يتسم بالدماثة والانضباط حتي في أكله كان يحافظ جدا على مواعيده وشكله، وكان أيضا منضبط السلوك.
وذكر الكاتب والروائى إبراهيم عبدالمجيد أن أنيس منصور كان واحدا من الكتاب الكبار، يستطيع بأسلوبه البسيط توصيل المعلومة للقارئ ببساطة، وبإمكانياته الكبيرة كان يقدم المعلومة للثقافة العربية في منتهي السهولة، كما أنه قدم لنا ثقافات مختلفة ومختارات من الأدب العالمي، إذ كان موسوعى الثقافة لأنه عايش أجيالا متعاقبة منذ طه حسين، كما أنه خفيف الروح وكانت علاقاته الاجتماعية جيدة، لافتا إلى أنه (عبدالمجيد) تأثر به جدا في بداياته، وأنه حزين جدا جدا.
و قال الكاتب مكاوي سعيد "أنيس منصور كان يتسم بأسلوبه الساحر، وهو من الكتاب الذين جعلوني أحب الكتابة، لأنه كان يكتب كتابه تدل علي علم كبير وأسلوب شيق وبسيط، رغم أنني لا أتفق مع مواقفه السياسية خاصة من اسرائيل، لكن مقالاته لا يمكن ان نتجنبها، فهو ليس من الكتاب الذين أعجب بهم علي المستوي الشخصي، لكن لا يمكن ان أغفل عن قراءة كتاباته، ورحيله خسارة للحياة الثقافية العربية".
ومن جهة أخرى، عبر أمين عام المجلس الأعلي للثقافة الدكتور شاكر عبدالحميد عن حزنه لوفاة الكاتب والمفكر المصري أنيس منصور، وقال إن الراحل كان واحدا من أكبر الكتاب المصريين الذين استطاعوا ببراعة تقريب الثقافة العميقة إلى الناس ببساطة من خلال مقالاته التي تميزت بأسلوب سلس ورشيق ذي قدرة تعبيرية عالية استطاع من خلاله أن يقدم للقارئ المعلومة بجاذبية وبطرافة.
وأضاف أن أجيالا كاملة تعلمت علي كتابات أنيس منصور خاصة في فترة الستينيات والسبعينيات التي قام فيها الراحل بدور هام إذ ساهم في نقل الثقافة الغربية وخاصة الفلسفات الوجودية وكتاب مسرح العبث وعلي رأسهم الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر والأديب الفرنسي ألبير كامو والأيرلندي صامويل بيكيت إلي الثقافة العربية.
ورأي عبدالحميد أن تنوع كتابات أنيس بين المقال والقصة القصيرة والمسرح والإطلاع علي الثقافة الغربية كانا سببا لحب الناس لكتابته وشهرته، مشيرا إلى أن أنيس منصور قد تكون له مواقف سياسية لا نتفق معها ولكن في النهاية هو كاتب مهم لا أحد يستطيع أن ينكر دوره في الثقافة المصرية.