خيمت احداث ماسبيرو علي تعاملات البورصة المصرية, حيث اكتست الأسهم باللون الأحمر في بداية التعاملات محققة خسائر كبيرة إلا أن السوق بدأ في التماسك وتقليل خسائره. وأكد رجال الصناعة وخبراء الاقتصاد ان ما حدث يمثل ضربة شديدة للاستثمار في مصر مؤكدين قدرة الاقتصاد المصري علي التعافي والعودة إلي معدلات النمو المأمولة بمجرد استقرار الأوضاع الأمنية. الدكتورة هبة نصار نائبة رئيس جامعة القاهرة قالت ان بعض التصريحات المتضاربة قد تؤدي إلي صعوبة الموقف الاقتصادي, مشيرة إلي ضرورة وضع رؤية استراتيجية اقتصادية واضحة وحكومة قوية تستطيع ان تسير الاقتصاد إلي الأفضل. وطالبت بضرورة تنفيذ قرارات مؤسسية ترتكن للشفافية مع وضوح رؤية استراتيجية قوية تستطيع ان تجذب المستثمر الداخلي والخارجي لتشغيل الاستثمارات, مؤكدة ضرورة توافر اصرار قوي لدفع عجلة الانتاج لتجنب العواقب السلبية. أما الدكتورة إيمان محمد أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس فقالت ان الاقتصاد المصري يحتاج إلي شخصية قوية لتجمع عوامل القوة لهذه العوامل. ولفتت إلي أن مصر تمر بمرحلة غاية في الصعوبة, مؤكدة ضرورة الانتباه إلي ما وراء الحدث وليس الحدث ذاته لانه إذا تم كشف الايدي الخفية ستتضح العديد من الامور التي يتم البحث عنها. وأكد محسن مشرف مسئول فروع البنك الأهلي بمدن القناة وسيناء ان جميع الفروع التابعة للبنك الأهلي تعمل بالمعدل الطبيعي ولم تتأثر باحداث ماسبيرو. واوضح ان حجم المشروعات والبنية الاساسية لمصر ليس ضعيفا ومن الممكن ان تنطلق مصر بقوة نحو تحقيق معدلات تنمية تفوق دول أخري. ولفت إلي أن تأثير الازمة المالية علي الاقتصاد المصري, بالإضافة للاحداث الحالية كان تأثيرا هامشيا بالرغم من ان بعض الازمات التي تعرضت لها العديد من الدول الكبري أدت إلي افلاس عدد من البنوك وهذا يدل علي متانة وقوة الاقتصاد المصري. وفي السياق نفسه, أكد أحمد قورة رئيس البنك الوطني الاسبق انه بالرغم من الاحداث الراهنة التي تمر بها مصر الا ان الاقتصاد المصري يستطيع ان يعبر هذه الصعوبات بنجاح, مشيرا إلي أن المقومات التي تمتلكها مصر من زراعة وصناعة وتجارة وموارد أخري لاتملكها أي بلد في العالم تستطيع ان تجعلها ضمن أفضل اقتصاد علي مستوي العالم. واضاف انه لدينا مقومات اقتصادية ضخمة تتمثل في الصناعات الصغيرة والمتوسطة وهذه الصناعات تحقق عائدا اقتصاديا كبيرا إذا تمت متابعتها ووضع حلول لمشاكلها. وأوضح طارق توفيق نائب رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات وعضو المجلس التصديري للصناعات الغذائية انه بالرغم من الاحداث الحالية. فإن الاقتصاد المصري يمتلك من المقومات ما يحميه من السقوط, وسوف تدفعه إلي التعافي والانطلاق علي المدي المتوسط والطويل. وأشار إلي أن تباطؤ تعافي الاقتصاد يقلص من الاتجاه إلي توفير فرص العمالة والتوظيف في ظل خروج أكثر من مليون شاب سنويا إلي سوق العمل. وأكد ياسر راشد رئيس شعبة المحاجر بغرفة مواد البناء باتحاد الصناعات وان كانت الاحداث الماضية اثرت بشدة علي النظرة التفاؤلية للشعب المصري إلا أن هناك تحسنا خلال الفترة الماضية لتعافي الاقتصاد المصري وان كان بصورة بطيئة.