مصر والسعودية دولتان لهما ثقل سياسي واستراتيجي في المحيطين العربي والشرق أوسطي, ويقول لنا علماء الجغرافيا السياسية: إن الموقع الجغرافي للدولتين متكامل فكلاهما عمق استراتيجي للآخر. ولو رجعنا إلي التاريخ الحديث نجد أن الملكين فاروق وسعود قادا تأسيس الجامعة العربية عام1945 وأن حكومتي البلدين في ذلك الوقت بذلتا جهودا مضنية لجمع الحكام العرب وتوقيع وثيقة إنشاء الجامعة العربية في القاهرة. استمر هذا التنسيق حاضرا في عهد الرئيس أنور السادات وكان أجمل ثماره حظر تصدير البترول العربي للدول التي تساعد إسرائيل عند اندلاع حرب.1973 ولم يع الرئيس المخلوع حسني مبارك الحقائق الاستراتيجية للعلاقة بين البلدين, فكانت أحيانا تنشط العلاقات وأحيانا أخري تفتر وتكون هناك علاقات باردة بين الدولتين حينما يدفع أحد الصحفيين الموالين له ليكتب مقالا عن محاولة السعودية انتزاع قيادة العالم العربي من مصر في حين أن أساس هذه العلاقة حتمية التكامل لمصلحة الشعبين قبل الأنظمة الحاكمة. وبعد ثورة يناير سرت شائعات خبيثة هدفها زرع الفتنة بين الشعبين ولم تحاول وزارة الخارجية المصرية التصدي لهذه الشائعات ولا نعرف حتي الآن أين يختفي محمد عمرو كمال المفترض أنه يشغل منصب وزير الخارجية؟ أهملت الحكومة التصدي لهذه الشائعات التي يدور أغلبها حول ضغط المسئولين السعوديين علي الحكومة المصرية لعدم محاكمة المخلوع وتقليل كميات البنزين المستوردة من السعودية وتعمد تأخير المعتمرين المصريين في مطار جدة.. وكانت النتيجة الطبيعية لذلك أن تم الشحن النفسي لعدد من الصبية ليعتدوا علي السفارة السعودية! وقد حاول السفير السعودي دحض هذه الشائعات في كثير من المقابلات التليفزيونية والصحفية والله كتر خيره جت منه ماجتش من وزير الخارجية المصري. خلاصة القول ان محاولات لزرع الفتنة وإثارة مشاعر الغضب بين شعبي البلدين ليست فقط مرفوضة ولكن لابد من وضع خطة عمل يتفق عليها المسئولون في حكومتي البلدين لوأد الفتنة في مهدها ونسيطر علي مستصغر الشرر قبل أن يصبح حريقا يستعصي علي الإطفاء.