مشروع الصرف المغطي بالأراضي الزراعية كان حلما بالنسبة لفلاحي محافظة كفر الشيخ لكنه تحول بعد مرور عدة سنوات علي انشائه الي كابوس يجثم علي قلوب اصحاب الاراضي الذين اصبحوا في حيرة من امرهم بعد ان تسبب المشروع بعيوبه الفنية الكثيرة في ضعف الانتاج وتدهور حالة الاراضي خاصة القديمة منها بالاضافة الي قيام المزارعين بدفع مائة جنيه عن الفدان كل عام كقسط سنوي ورغم مرور سنوات طويلة علي دفع الاقساط فإنه توجد بادرة امل في الانتهاء من هذه الاقساط التي حدد لها المسئولون عشر سنوات من قبل. يقول عبد المحسن ابراهيم البسطويسي ان مشروع الصرف المغطي بأراضي الحامول وبيلا وبلطيم ثبت فشله بسبب العيوب الفنية الكثيرة فيه.. فمعظم المواسير الرئيسية مسدودة وتتسبب في اغراق الاراضي بمياه الصرف, مشيرا الي ان الاراضي اصبحت مصابة بما يشبه الفشل الكلوي بسبب انها تروي ولاتصرف ما في باطنها من سموم صرفا طبيعيا. واوضح ان المصارف الصغيرة التي كان يعتمد عليها الفلاحون في الماضي كانت اكثر فائدة من مشروع صرف مغطي تحول الي كابوس خطير لاتستطيع الخلاص منه- حسب قوله.. ويضيف محمود الاباصيري: بعض المزارعين قاموا بازالة المصارف الصغيرة التي تشق الاراضي طمعا في زيادة مساحة اراضيهم, وبالتالي زيادة الانتاج بعد انشاء الصرف المغطي وهو ما جاء نقمة عليهم خاصة بعد ظهور العيوب الفنية الخطيرة في المشروع والتي تسببت في اغراق الاراضي بمياه الصرف ولايوجد امام هؤلاء سبيل سوي اعادة انشاء المصارف الصغيرة مرة اخري حتي تمتص الملوحة والمواد السامة من الاراضي بعد فشل مشروع الصرف المغطي. ويؤكد علي ابراهيم علي سرور, ان عدم المتابعة هو السبب الرئيسي في فشل مشروع الصرف المغطي ولو كانت هناك متابعة لتم علاج العيوب الفنية والسلبيات الاخري اولا بأول بالاضافة الي عدم وجود اي صيانة حتي في الاماكن المستقرة نوعا ما.. مما ادي الي حدوث انفجارات في هذه الاماكن هي الاخري.. خاصة ان مسئولي الصرف لايهتمون بوضع حلول جذرية للعيوب ويكتفون بالمسكنات فمثلا عند الابلاغ عن وجود انسداد في احدي المواسير يقوم المسئولون بعلاج منطقة الكتم وليس البحث عن اسبابه. ويشير سليمان ابراهيم سليمان( مزارع) الي ان مشروع الصرف المغطي بأراضي الحامول وبلطيم وبيلا تسبب في ضعف الانتاج بسبب الانفجارات المستمرة وضرب الاراضي من الباطن.. موضحا ان الاراضي الجافة تتأثر اكثر بالاضرار الناجمة عن عدم الصرف السليم وبالتالي تتأثر محاصيل القطن والبنجر والفول واللب وغيرها بينما يكون التأثير قليلا علي اراضي الارز لكونها غارقة بالمياه طوال الموسم ويتم صرفها بين الحين والآخر.. مطالبا بوضع حلول جذرية لهذا المشروع وتشكيل لجان فنية متخصصة للمرور علي الاراضي التي تم تنفيذ المشروع بها وفحصها ووضع الحلول المناسبة في اقرب وقت ممكن قبل ان يتسبب هذا المشروع في تدمير الاراضي خاصة علي المدي الطويل. ويري عزت محمد هاشم- مزارع- ان تحصيل قسط سنوي مائة جنيه علي الفدان لصالح مشروع الصرف المغطي يمثل الفلاح الذي يعاني الامرين بسبب ارتفاع اسعار الاسمدة الكيماوية والتقاوي والضرائب المستحقة علي الارض وغيرها مطالبا المسئولين بايقاف تحصيل هذه الاقساط لحين اصلاح العيوب الفنية للمشروع. من جانبه, اكد المهندس ابراهيم الصباغ مدير عام صرف شرق كفر الشيخ ان الادارة تبذل ما في وسعها في عمليات الصيانة الدورية والمتابعة للمشروع خاصة ان هناك مشكلات تظهر بين الحين والاخر بسبب مرور سنوات طويلة علي تنفيذ المشروع موضحا ان هناك مناطق تحتاج الي تجديد الشبكات بسبب انتهاء عمرها الافتراضي.