متحف المركبات الملكية.. محلك سر متحف المركبات الملكية أو مصلحة الركائب الخديوية الموجود بمنطقة بولاق أبوالعلا, والذي يؤرخ لفترة من أهم فترات تاريخ مصر الحديث, من المتاحف المصرية التي لا يوجد لها مثيل, لم يشفع له هذا التفرد في الانتهاء من أعمال الترميم التي بدأت به منذ عام2003 ومازالت مستمرة حتي يومنا هذا, ويبدو أننا سنورث الأجيال القادمة مسئولية الانتهاء من ترميمه, خاصة أن المسئولين لا يعلمون متي سيتم الانتهاء من المرحلة الأولي للدخول في المرحلتين الثانية والثالثة. الأهرام المسائي حاولت رصد ترك متحف المركبات الملكية عرضة للتلف والاهمال. في البداية رفض بعض الموظفين بالمتحف التحدث أو التقاط صور للوضع الذي أصبح عليه هذا المتحف وكان رد المسئولين هو أنه يجب حصول الجريدة علي تصريح من مجلس الوزراء, لأن السلبيات التي تحدث عنها بعضهم دون أن يذكر اسمه كانت كبيرة, فبعد أن ألمح إلي تاريخ المتحف وأنه يرجع إلي عهد الخديو إسماعيل وإلي ادخال الملك فؤاد بعض الإضافات, وانه كان بمثابة اسطبل للخيول ولحفظ العربات الملكية من طرز مختلفة وبه مجموعة نادرة من الملابس الخاصة بالتشريفات, وبه صور نادرة للعائلة المالكة, وحجرات خاصة بأطقم الخيول وورش للقطار الملكي, بدأت وزارة الثقافة أعمال الترميم به منذ عام2003 بعد أن تدهورت حالته نتيجة الاهمال. وأضاف ان مشروع التطوير والترميم كان يتضمن ادخال نظم تكنولوجية حديثة والمالتي ميديا وهو ما سيتيح امداد كل قطعة أثرية بجهاز خاص يضغط عليه الزائر ليشاهد أمامه فيلما تسجيليا يحكي المناسبة أو المناسبات التي استخدمت فيها المركبة التي أمامه, وللأسف الشديد كل هذه الأحلام الوردية لم يتحقق منها شيء حتي الآن. وأوضحت احدي خبيرات المتحف ان المتحف ذو أهمية كبيرة وأنها تحزن للوضع الذي أصبح عليه المتحف الذي كان من المفترض ان يعرض به(406) قطع منها(67) عربة ملكية تشمل(22) نوعا من العربات التي استخدم بعضها في استقبال الملوك, وأضافت أن من أشهر عربات المتحف عربة الالاي الكبري التي استخدمت في افتتاح قناة السويس واستخدمها الملك فؤاد في افتتاح البرلمان وفي زفاف الملك فاروق, وأكدت أن السلبيات التي حدثت بالمتحف كثيرة لا تعد ولا تحصي وأنها لا تستطيع التحدث عنها إلا بتصريح من المجلس الأعلي للآثار. ومن جانبه يرجع الدكتور أحمد شرف مدير عام المتاحف الاقليمية السبب في تأخر افتتاح المتحف إلي نقص الاعتمادات بعد الثورة وعندما ذكرته بأن أعمال الترميم تجري منذ عام2003 قال: هذا كلام صحيح ولذلك يجب أن تسأل في ذلك مديرة عام المتاحف التاريخية الدكتورة نبيلة حبيب. وبعد أن اشارت إلي تفرد مصر بهذا المتحف في العالم, قالت الدكتورة نبيلة حبيب مديرة عام المتاحف التاريخية ان عملية تطوير أي متحف تمر بثلاث مراحل, المرحلة الأولي هي المرحلة المعمارية والانشائية وهي المرحلة التي مازال متحف المركبات يمر بها منذ عام2003, وقد امتدت هذه المرحلة لان الخامات تكون غير مطابقة للمواصفات مثل نوعية البلاط غير الجيدة التي تم استبدالها, ولأن المتحف بجدرانه ومركباته الملكية ظل مهملا منذ عهد الخديو إسماعيل. وأضافت ان هناك تطويرا دخل علي عملية التجديدات وهذا هو السبب في عدم افتتاحه حتي الآن, موضحة أنه تم ادخال غرف مراقبة للحراسة وتكييف وأجهزة طاردة للقوارض وهذا لم يكن ضمن عملية التطوير لان مسئولي الآثار في الماضي لم تكن لديهم دراية بتلك الأمور وتصعب مساءلتهم الآن لانهم خرجوا علي المعاش منذ فترة بعيدة! وأشارت كذلك إلي أنها لا تعلم متي ستنتهي المرحلة الأولي وأن من يعلم هو قطاع المشروعات. يقول الدكتور عطية رضوان رئيس قطاع المتاحف ان متحف المركبات الملكية بأبوالعلا تأخر افتتاحه بسبب الأزمة التي تمر بها الوزارة, وانه غير مسئول عن طول مدة التجديدات التي بدأت منذ عام2003 لانه تولي منصبه في شهر مايو الماضي فقط, وان من يتحدث من الموظفين بمتحف المركبات عن اهدار للمال العام أو سوء التصميم فانهم مازالوا يعيشون في اجواء الثورة وانهم لا يعرفون شيئا. وأضاف أنه عندما يريد تقييم التصميم الهندسي فانه يلجأ إلي المهندس المختص الذي أبلغه بان تكلفة التعديل الهندسي ستكون أقل من تكلفة الاستمرار علي التصميم القديم, وأشار إلي انه من الصعب تحديد موعد الانتهاء من هذه التجديدات وإذا اعطيتني أموالا أعطك موعدا.