رغم تجذر مشكلة أهالي النوبة مع قضية التهجير منذ بناء خزان أسوان عام1902 إلا أن تهجير السد العالي يظل هو الحدث الأكبر بالنسبة للنوبيين الذين يكررون جملة' عبدالناصر ضيعنا' وباستعراض ماصدر من تصريحات وقتها نجد أنه برغم الإعلان عام1958 عن40 ألف فدان لتعويض أهالي النوبة بعد بناء السد العالي لتحويل704 آلاف فدان من ري الحياض إلي الري الدائم فإنه تم التأجيل في السنة الثانية وتحديدا عام1959 ليكون الإعلان عن نقل سكان النوبة في السنة الرابعة من بناء السد وتصميم الآلات الزراعية في قراهم الجديدة وإقامة حياتهم علي أساس تعاوني. وجاءت زيارة عبدالناصر للنوبة عام1960 والتي وصفتها الصحافة وقتها ب' الزيارة التاريخية لعبد الناصر للأرض المنسية' حيث طار بالهليكوبتر فوق الأراضي التي سيغرقها السد العالي وكان ضمن خطابه الذي وجهه للنوبيين أرجو أن يشعر كل فرد فيكم أننا نعامل أبناء هذه الأمة معاملة واحدة مبنية علي الحق والحرية والمساواة.. وتابع' إن السد العالي لن يعطي الخيرات للشمال فقط ولن تحرموا أنتم من هذه الخيرات لأن خيرات السد لأبناء الوطن جميعا.. وأضاف موجها كلامه للنوبيين لقد عهدت إلي السيد كمال الدين حسين المشرف علي تنظيم الإتحاد القومي ببحث جميع مطالبكم أو سنصرف لكم التعويضات الناتجة عن عامي1958,1954 في أسرع وقت ويجب ألا تشعروا بأي قلق بالنسبة للمستقبل' بعد الزيارة التاريخية لناصر بعام ويوم واحد وتحديدا في الثالث عشر من يناير عام1961 تم الإعلان عن مشروع تهجير17 ألف أسرة من النوبة ل73 قرية جديدة للذين ستغمر قراهم مياه السد ويعلن بعدها عباس رضوان وزير الداخلية التنفيذي ورئيس لجنة الخدمات للسد العالي أن تهجير أهالي النوبة سيبدأ في أواخر العام ليصرح توفيق عبدالفتاح وزير الشئون الاجتماعية بتخصيص10 ملايين جنيه لعملية التهجير ويتم التأجيل في الخامس من نوفمبر عام1961 خلال اجتماع برئآسة حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية ووزير الشئون الاجتماعية للتهجير معلنا أنه سيكون في يوليو من عام1963. في الثالث من مارس عام1963 تم الإعلان عن بدء صرف6 ملايين ونصف المليون جنيه لتدخل جيوب16 ألفا و861 رب أسرة من أهالي النوبة علي مدار ستة أشهر وتقرر أن مايو هو موعد صرف الدفعة الأولي من التعويضات غير أن ماحدث هو قيام الدكتورة حكمت أبوزيد وزيرة الشئون الاجتماعية في الأول من يونيو عام1963 بتوزيع مساعدات علي أهالي النوبة بلغت نحو12 ألف جنيه فقط وفي الثامن عشر من شهر أكتوبر من نفس العام تسلم الفوج الأول من مهاجري النوبة بيوتهم الجديدة في قرية' دابود' أولي قري التهجير التي ضمت500 منزل ومسجدا ومضيفة وسوقا صغيرة ومخبزا ومدرسة ابتدائية وساحة شعبية وضم الفوج الأول70 أسرة مكونة من278 فردا استقبلتهم الدكتورة حكمت أبوزيد وزيرة الشئون الاجتماعية والدكتور عزت سلامة محافظ أسوان وقتها ولكن يبقي عام1964 هو عام التهجير للسد العالي. في قائمة احصاءات التهجير أرقام ترصد18 مليونا و450 ألف جنيه تكاليف بناء مساكن النوبة الجديدة و2 مليون جنيه تعويضات و462 ألف جنيه تكاليف حصر الممتلكات و820 ألف جنيه المساعدات والإغاثة و300 ألف جنيه نقل مائي و84 ألف جنيه نقل بري و250 ألف جنيه مصروفات إدارية بخلاف تكاليف إصلاح15 ألف فدان في كوم امبو.