كنت أتمني أن ترتفع اليوم ملايين الأعلام الفلسطينية في ميدان التحرير وبقية الميادين العربية حتي يدرك أوباما ونتنياهو والعالم أجمع أن طلب الاعتراف بالدولة الذي سيتقدم به أبومازن هو مطلب عربي إسلامي قبل ان يكون لشعب مناضل استطاع الصمود أمام الممارسات القمعية الإسرائيلية التي استخدمت كل وسائل طمس الهوية ومحاولات التهويد فضلا عن الحروب والقتل والحصار والمصادرة دون أن تنال من ارادته الحرة. ونستطيع أن نضيف الجديد الذي يعطي هذا الزخم للمسعي الفلسطيني وهو الثورات العربية التي تجتاح المنطقة, وحيث يرتفع صوت الشعوب المنادية بالحرية والكرامة وتنتصر علي الاستبداد مهما تكن أسلحته ووسائل القمع التي يلجأ اليها, هذه الثورات أوجدت البديل الحقيقي لمواجهة إسرائيل عندما تخرج الملايين في الضفة وغزة فلن يكون في استطاعة جيش الاحتلال التصدي لها خاصة وأن قادة وزعماء العالم يتحدثون عن العدالة في خطاباتهم المطولة والمملة في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة, وكان خطاب أوباما الأسوأ علي الاطلاق حين خاصم الحقائق وانحاز بشكل استفزازي لوجهة النظر الإسرائيلية الداعية لاستمرار الاحتلال والمفاوضات لأجل غير مسمي قد يمتد لعقود أخري من الزمان حسب ما قاله سيد البيت الأبيض فاستحق التصفيق من نتنياهو! اليوم ستخرج الجماهير في الأراضي المحتلة مطالبة بحقها الطبيعي في الدولة, ومع مرور الوقت سوف تنضم إليها المظاهرات في قطاع غزة علي الرغم من الموقف المعلن من حماس ولكن ساعة الجد تختفي الخلافات وترتفع الروح الوطنية للشعب الفلسطيني الذي عرفناه دائما قادرا علي امتلاك زمام الأمور ومنتزعا لحقوقه التاريخية بكل عزيمة واصرار. فلسطين اليوم تدخل مرحلة جديدة ومختلفة لا مكان فيها لتسول المفاوضات والابتسامات البلهاء أمام العدسات, وقد أكتشف أبومازن خديعتها ويحاول أن يكفر عن خطاياه بهذا الطلب الذي تحاول واشنطن بشتي السبل منعه ولو بالوعود الزائفة والكاذبة متناسية أن حكومات إسرائيل المتعاقبة لم تستطع دفع استحقاقات السلام لسبب بسيط لأنها أصلا لا تريد إلا الاستسلام في الوقت الذي لن تجد فيه زعيما فلسطينيا يمكنه التنازل عن الثوابت, وان فعل فسوف يحاسبه ويرفضه شعبه. فلسطين تبدو الآن واضحة المعالم والملامح أكثر من أي وقت مضي بقوة شعبها الذي يبدأ اليوم ثورته الكبري ولن يتوقف إلا بتحقيق النصر والدولة معا. [email protected]