ورشة في كل حي.. هذه العبارة تجسد حال معظم الأحياء السكنية خاصة الشعبية التي تكتظ بالسكان حيث أصبح وجود هذه الورش أسفل منازلهم وبالقرب منها أمرا معتادا أو بالأحري شر لابد منه حيث اتخذ أصحاب الورش بمختلف أنشطتها حدادة وسمكرة أو تصليح النقل الثقيل أو حتي طلاء السيارات من الأحياء السكنية مقرا رسميا لها دون مراعاة لأهالي وسكان المناطق لتصبح الشوارع ملكية خاصة لأصحاب الورش يفعلون فيها مايريدون. ورغم أن هذا الوضع ليس بجديد علينا حيث انتشرت الورش بالمناطق السكنية منذ فترة طويلة ولكن بعد الثورة وفي ظل الانفلات الأمني ازداد الوضع سوءا حيث أصبحت الأحياء الشعبية تحت حصار الورش. في البداية قالت سلوي سمير ربة منزل وتسكن في عين شمس أنها تعاني من وجود أكثر من ورشة أمام منزلها منها ورشة لتصليح سيارات النقل الثقيل حيث تستمر في عملها حتي الفجر خاصة في فصل الصيف وتشكو من الأصوات المرتفعة المزعجة التي تصدر عن السيارات أو من العاملين بالورشة. وأكدت أنها تقدمت بأكثر من شكوي للحي علي مدار سنوات حيث انها تسكن في هذه المنطقة منذ أوائل التسعينيات ومنذ ذلك الوقت كانت الورشة جزءا لا يتجزأ من الحي, وكان مصير شكواها دائما التجاهل لا حياة لمن تنادي ولو استجاب أحد للشكوي كان يأتي ويجلس معه صاحب الورشة والباقي معروف حيث أكدت أن وجود هذه الورش في كثير من الأحياء السكنية يدل علي تواطؤ العاملين بالأحياء مع أصحاب الورش. وقاطعها مجدي بهجت الذي يسكن في العقار نفسه وقال هذه الورش تتسبب في ضجيج لا مثيل له حيث يمتليء الشارع عن آخره بالسيارات رغم وجود مدرستين علي بعد خطوات من الورشة وأضاف أن أصحاب الورش انتهكوا المناطق السكنية الشعبية المزدحمة ظنا منهم بأن أهالي هذه المناطق يرضون بالأمر الواقع. وأوضح أحمد مصطفي أن ورش طلاء السيارات أكثر ضررا من غيرها حيث تتسبب في اصابة السكان بأضرار صحية خطيرة بسبب الروائح الكريهة المؤذية التي تصدر عنه, وتساءل عن عدم نقل الورش للمناطق الصناعية وبقائها في المناطق السكنية. وقال محمد حسين طالب جامعي أن اخطار الورش ليست في الأدخنة والتلوث الذي تسببه أو حتي الضوضاء التي تستمر ليلا ونهارا ولكن الأزمة الأكبر في وجود أصحاب السيارات والعاملين بالورش طوال اليوم والمضايقات التي يسببونها للسيدات والفتيات خاصة في هذه الفترة التي نعاني فيها من الانفلات الأمني لذا يطالب بضرورة نقل هذه الورش في أسرع وقت للحرفيين للتخلص مما تسببه للسكان من أزمات. وأكدت نهلة محمد موظفة أن أصحاب الورش لم يكتفوا بالمحلات الخاصة بهم وافترشوا الشوارع كما أنهم يقومون بحرق مخلفات الورشة للتخلص منها وسط المنازل, وأضافت أنها تحدثت مع صاحب ورشة أسفل منزلها من قبل وذلك أثناء امتحانات الثانوية العامة حيث كانت ابنتها تعجز عن التركيز بسبب الضوضاء والأصوات العالية التي تصدر عن تصليح السيارات, فما كان من صاحب الورشة إلا السماع لشكواها ووعدها بغلق الورشة عند منتصف الليل ولكن بقي الوضع علي ماهو عليه إن لم يكن أسوأ علي حد وصفها. وعلي الجانب الآخر تهرب أصحاب الورش من الحديث خوفا من المساءلة ولكن قال محمود شملول أحد أصحاب ورش الحدادة بعين شمس انه لا يخرج عن حدود المحل الخاص به ولا يعمل سوي ساعات محددة ومعروفة ليس فقط لعدم إزعاج السكان ولكن العمل لا يستدعي التواجد لساعة متأخرة.. وردا علي شكوي سكان المنطقة من كثرة الورش بالمنطقة دافع شملول عن نفسه قائلا ورش تصليح سيارات النقل الثقيل هي التي تشغل الشوارع وتتسبب في الإزعاج أما ورش الحدادة والسمكرة لا يصدر عنها أصوات مرتفعة..!