والله ياعمو إحنا مش كنا بنعرف إن بابا معاه مخدرات كلمات بريئة خرجت بعفوية مطلقة من أحد أطفال رجل بلا قلب استغل انشغال الشرطة بأعمال الشغب والبلطجة واختمرت في ذهنه فكرة باستغلال أطفاله في خداع رجال المباحث لتهريب البانجو. ظنا منه أن حيلته سوف تنطلي عليهم ولم يكن يعلم أنه يخدع نفسه فقد شاءت ارادة الله أن يسقط تاجر البانجو في قبضة المباحث ويعترف طفلاه بأن والدهما أخفي الاشياء التي كانوا يحملونها في أجولة بيضاء. كان أحمد يعيش في سعادة وقانع برزقه الذي يكفيه بالكاد من عمله سائق سيارة أجرة ولكن بدأت فكرة الثراء السريع تراوده حتي سولت له نفسه الزج بأطفاله في تجارة المواد المخدرة. بدأ في البحث والتقصي عن تجار الصنف ووجد أن مخدر البانجو من أرخص الانواع التي يستطيع أن يجلبها ويتاجر فيها بسهولة وبدأ في تنفيذ الخطة واستخدام أطفاله الصغار في نقل وترويج الكميات التي تم الاتفاق عليها ونجحت أول عملية والثانية وبدأ يسيل لعابه لعمليات أكثر وأكبر. وفي إحدي المرات كان أحمد يقود سيارته وبصحبته ابناه محمد11 عاما وآية9 سنوات وكان الجميع قد اتفق أن الاب سينقل الملوخية إلي القاهرة قادما من السويس فرح الابناء كالعادة في كل رحلة يصطحبهم الاب من السويس إلي القاهرة حيث زحام المدينة والمزارات الترفيهية مثل حديقة الحيوان والأكلات الشهية التي لا يبخل أباهما عليهما بها حيث يختار الطفل وشقيقته أفخر مطاعم القاهرة هذا بخلاف المتاجر التي تبيع الملابس الفاخرة والتليفونات المحمولة الحديثة وكثير من الالعاب وغيرها مما يسعد الأطفال ممن هم في مثل سنهما. كان الاب يخبر عائلته بأن الملوخية عندما يتم تجفيفها وتباع في القاهرة فإنها تدر دخلا وفيرا وكان يأتي بها في أجولة محكمة الربط حتي لايستطيع أحد كشف جريمته. ولم يكن غريبا أن تعترض الأسرة علي اصطحابه لطفليه معه في سفره إلي القاهرة بسيارة النقل وخاصة الام التي أصابها الملل من كثرة الالحاح علي زوجها بأن يبقي حتي علي ابنتها معها ويصطحب الولد إلا أنه كان يتحجج بضغط ابنته وبكائها عليه واعتراضها الدائم علي قرار تركها واصطحاب أخيها. وبينما الثلاثة في طريقهم إلي القاهرة وعند كمين طريق مصر السويس إذا بالنقيب ياسر محمود من مباحث القاهرة يستوقفهم ويرتاب في حمولة السيارة وبتوقيف أحمد وتفتيش سيارته كانت المفاجأة بأن يتم ضبط160 لفافة من مخدر البانجو محملة علي السيارة في اجولة تزن حوالي265 كيلو جراما وتبين أنه يتاجر فيها وبعد أن القي القبض عليه اعترف بأنه استغل أطفاله لكي يبعد الشبهات عنه وانه يعلمهم بشئ هم ولا ياقي افراد أسرته. وانهار الطفلان بالبكاء عندما تحدثا إلي والدتيهما بعدما طلبا من الضباط التحدث إلي الأسرة لكي يأتوا إليهم وقالت آية الطفلة البريئة عندما سألها الضابط عن خطورة وخطأ ما يفعله والدها والله ياعمو إحنا مش كنا نعرف إن بابا معاه مخدرات بانجو وكنا عارفين إن دي ملوخية بيتاجر فيها وأجهشت الفتاة بالبكاء فتم تحرير محضر بالواقعة وإحالته للنيابة التي تولت التحقيق.