بالأمس القريب تم اتهام حركة6 ابريل بتلقي أموال من الخارج, واليوم تتهم مجموعة ألتراس بأنها مجموعه مخربين وبلطجية, والحركتان من أنشط الحركات التي شاركت في إنجاح ثورة25 يناير, تلك الثورة التي, إذا لم نر لها حسنات قط حتي الآن, قد مكنتنا من تنفس هواء الحرية وهو هواء لا يسبب ضيق النفس والأفق والإحباط من غياب الامل, يدفع هذا الهواء المئات من الكتاب يوميا لكتابة مقالات عن كل شئ يحدث في مصر, إلا الحديث عن الانسان المصري الذي قام بالثورة, ومجموعه شباب ألتراس التي ظهرت عام2006, تمثل مجموعة شباب مصري مبدع, نجحت في حشد أكبر قدر من المواطنين وقيادتهم في مظاهرات يوم25 في القاهرة والمحافظات. ووعتهم عن كيفية التعامل مع القنابل المسيلة للدموع وكيفية مواجهة الأمن ومناورة الأكمنة, لقد قادت الألتراس المواطنين في المناطق المختلفة, الألتراس شبرا توجهوا إلي دوران شبرا وفي المطرية توجهوا إلي ميدان المطرية وفي الجيزة توجهوا في مسيرة عبرت منطقتي فيصل والهرم وتجمعوا في ميدان التحرير. وفي موقعة الجمل قادت الالتراس قتالا عنيفا ضد مرتزقة النظام السابق والجميع يعرف دورهم في مواجهة راكبي الحصان والجمل وإسقاطهم وتكبيلهم وهو ما أثار شجاعة المواطنين وانضموا إليهم وعملوا متاريس وسدود لحمايتهم من الطوب وصعدوا إلي العمارات المطلة علي الميدان والتي كانت تلقي منها قنابل المولوتوف الحارقة وطاردوهم. مجموعه ألتراس أصبحت خلال السنوات الأخيرة أكثر عنفا وشراسة, بعد أن تعرض أعضاء الجماعة للضرب والاعتقال والمضايقات والتفتيش الذاتي وامتهان كرامتهم, أتذكر هذه المعارك التي قادتها الشرطة مع مشجعي الكرة وأنا أشاهد علي التلفاز مجموعات آسفين ياريس امام اكاديمية الشرطة وهم يصيبون العشرات من الناس في سلام ودون مضايقات, حيث اعتبر الأمن علي ما يبدو ان هذا الفعل هو تعبير عن الرأي!!! ما قام به شباب مجموعات6 ابريل والألتراس وغيرهم في الثورة يوازي ما قام به العديد من ابطال حروب خاضتها مصر, فقد قاتلوا جبروت داخلية العادلي وكسروا شوكتها وأزاحوها من اجل كرامة مصر والمصريين, ولم تكن مشاركتهم مرتبطة بالاهلي او الزمالك او القاهرة او الاسكندرية, عليهم ان يعرفوا أن ثقافة الالتراس تتميز بقدرة هؤلاء علي مؤازرة فريقهم طوال ال90 دقيقة حتي وان كان مهزوما, وفي إنتماء شديد وفي إبداع متجدد, فأعضاء الألتراس يشترون ملابس رياضية ويضعون شعار الالتراس عليها ويبيعونها ممايوفر لهم حصيلة تكفي لشراء التذاكر والسفر وراء الفريق, هؤلاء الشباب تعرضوا في الاسبوع الماضي لمؤامرة مدبرة توفي فيها أحدهم, نتجت عن قرار شخصي للأمن المركزي بإخلاء المدرجات بعد ان اشعلوها بهتافات واغان-عادة ما يتبادلونها في المباريات- لكنهم هذه المرة وجهوها الي الداخلية التي شكلت العمود الفقري لنظام مبارك, وإذا كان الكثير من رجال الأمن- بعد ثمانية اشهر من الثورة- مازالوا متمسكين بملاحقة شباب الثورة وترك البلطجية وانفلات الشارع المصري, فكيف نتوقع أن يشعر أي مواطن بنتائج الثورة, وكيف لا تنتشر حالة الأحباط والقرف من كل ما يجري بل والكفر بالثورة وبمن قام بها. السادة أولي الأمر الذين لم يوليهم الشعب الامر ولكنه فرح بهم وبمساندتهم له, الرجاء النظر بعناية إلي المنزلق الذي تقودون فيه البلاد, لا أحد طلب منكم التسامح مع الخطأ من جانب المخطئين أيا كانوا ولكن لا أحد طلب منكم ترك الأمن ينفلت بهذه الكيفية غير المسبوقة. الشعب يريد منكم التركيز علي بناء المستقبل والامن هو اول الطريق, لكن هذا الشعب الذي ظلمه النظام الامني قبل الثورة, يجد نفسه مطالبا الآن بالاعتذار لنفس النظام الامني كي يقوم بواجباته ويتحمل مسئوليات حماية وصيانة القانون. فقد توقع الكثيرون, وانا منهم, بعد الثورة وإبعاد المفسدين أن يشتري رجال الداخلية المستقبل, ويعتذروا لما بدر منهم خلال عقود من الزمن, ونبدأ جميعا صفحة جديدة, لكن للأسف الكبر والإنكار سادا الموقف, وما زال الكلام عن المؤامرة والأيادي الخارجية والقلة المندسة, ولم نتعلم ثقافة المصارحة والحوار بعد. أتوقع كما يتوقع غيري أن تستمر حركة6 ابريل ومجموعات ألتراس وغيرها من قوي الثورة في الحركة والتظاهر والمطالبة بتنفيذ أهداف الثورة, وأتمني كما يتمني غيري أن يتحرك ويبادر المجلس العسكري ليسيطر علي أرض الملعب بالعقل والحوار وليس بقوات الامن ويقلل المساحات التي تتلقي منها دفاعاته الهجمات, وتأكدوا أننا جميعا( كل الشباب والعجائز والامهات والآباء) معكم في حب مصر ساهرين لحراسة المرمي.