لاشك ان الموقف في ليبيا الان اصبح محل اهتمام المجتمع الدولي اكثر من اي وقت مضي بل اصبحت طرابلس مركزا مهما للصراع بين القوي الكبري خاصة واشنطن وعددا من الدول الاوروبية في مقدمتها ايطاليا وفرنسا وبريطانيا للفوز بأكبر نصيب من تورتة اعادة الاعمار والتي تتطلب اكثر من100 مليار دولار خلال الخمس سنوات المقبلة وفقا لتقديرات خبراء الاقتصاد الدوليين. وفي الوقت نفسه تسعي الصين كقوة كبري الي تدعيم علاقتها بالمجلس الانتقالي الليبي خاصة بعد تأخر اعتراف بكين بالمجلس كممثل شرعي للشعب الليبي, حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ما تشاو شيوي ان الجانب الصيني يؤيد جهود الاطراف المعنية الرامية الي استئناف الاستقرار ودفع الانتقال السلس للسلطة في ليبيا معربا عن رغبة الصين في لعب دور ايجابي في عملية اعادة اعمار البلد الواقع في شمال افريقيا. وعلي الرغم من ان المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية شن دان يانغ ذكر ان حجم الخسائر التي تكبدتها الشركات الصينية في ليبيا لايمكن تحديدها بدقة في ظل تطورات الوضع, اذ ان الصين لم تكن لديها استثمارات مباشرة بالمعني الدقيق وانما مشروعات مقاولات فقط, إلا ان الصين, اللاعب الرئيسي في مجال بناء البني التحتية في ليبيا, بكل تأكيد تعرضت لخسائر ضخمة بسبب الاحداث الجارية. وفي هذا السياق, اشار يانغ فوانغ, رئيس معهد دراسات غرب آسيا وافريقيا التابع لاكاديمية العلوم الاجتماعية بالصين الي ان النظام المقبل في ليبيا يتعين عليه ان يولي اولوية عليا للمصلحة الوطنية والنهج التنموي الذي يحقق للبلاد الرخاء والاستقرار والقوة علي الساحة العالمية, وتوقع يانغ فوانغ ان تتهافت الدول الغربية, وعلي رأسها الولاياتالمتحدة وفرنسا, علي كسب المزيد من المصالح الاقتصادية في ليبيا مع بعد الحرب خاصة في مجالات الطاقة والبناء والاتصالات, ولاسيما قطاع النفط الذي كان له الحظ الأوفر في عهد القذافي.