عادت ظاهرة قش الأرز للظهور مرة أخري بجميع أنحاء محافظة كفر الشيخ, في غيبة من مسئولي الزراعة والبيئة, وتزداد المشكلة يوما بعد يوم مع استمرار حصاد محصول الأرز, الذي يستمر حتي أواخر أكتوبر من كل عام. ورغم أن ظاهرة حرق القش ليست جديدة علي محافظة كفر الشيخ, فإن الوضع هذا العام يختلف كثيرا, فقبل ذلك كان المزارعون يحرقون القش ليلا خوفا من مسئولي الزراعة والبيئة, أما هذا العام وبسبب الظروف التي تعيشها البلاد فلم يعد أحد يخشي من العقاب, وبلغت الفوضي مداها في قيام المزارعين باشعال النيران في قش الأرز عقب الحصاد مباشرة دون مراعاة لما يسببه ذلك من تلوث وأمراض صدرية تصيب الأهالي. أيمن محمد غيط محام يقول: لم يعد هناك خوف من توقيع عقوبات علي المزارعين الذين يقومون بحرق قش الأرز ويجب تشديد الرقابة لمنع استفحال هذه الظاهرة. مصطفي عبد الله موظف يقول إن أكثر المتضررين من ظاهرة حرق القش هم مرضي حساسية الصدر وكبار السن, مشيرا إلي أنه كان في زيارة إلي إحدي قري كفر الشيخ منذ أيام ولم يستطع النوم بسبب رائحة الدخان التي تسربت إلي جميع أركان المنزل وتعرض لأزمة صحية بسبب استنشاق الدخان الكثيف, موضحا أنه رغم أن الجو الريفي أساسا جو صحي فإن حرق قش الأرز يفسده ويمتد ضرره إلي المحافظات البعيدة, ولكن ليس بنفس قوة التأثير. وناشد عادل صالح محمود موظف مسئولي البيئة والزراعة بالتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة, كما كان يحدث من قبل سواء بالمرور الدوري علي الأراضي أثناء قيام المزارعين بحصاد الأرز أو عن طريق السيارات المحملة بميكروفونات والتي كانت تجوب القري والمدن تحذر المزارعين من حرق قش الأرز ولم يعد لها أثر هذا العام. من جانبه, أكد المهندس أحمد رمزي وكيل وزارة الزراعة بكفر الشيخ أن ظاهرة حرق قش الأرز هذا العام لا تختلف كثيرا عن الأعوام الماضية علي حد قوله, لافتا إلي استمرار العقوبات هذا العام مثلما كان يحدث من قبل, قائلا إنه أصدر تعليماته للمرشدين والمشرفين الزراعيين للمرور علي مزارعي الأرز وتحذيرهم من حرق القش.