توالت ردود الأفعال المتباينة علي الصعيدين الخارجي والداخلي علي خلفية الأحداث المؤسفة, وحالة الفوضي التي شهدتها مصر أول أمس في الجمعة التي عرفت بتصحيح المسار.وكشفت وزارة الداخلية في بيان مهم لها مساء أمس تفاصيل مثيرة لأحداث الجمعة. حيث أكدت تعرض أفراد الأمن المكلفين بحراسة مقر وزارة الداخلية لهتافات نابية وإهانات بالغة وإشارات خارجة في محاولة من المتظاهرين لاستفزازهم وجرهم إلي معركة, وهو ما فشلوا فيه فاضطروا إلي رشق الوزارة بالحجارة, وتحطيم بوابتها الرئيسية وشعارها الخارجي واشعال النار في الطابق الأرضي لمبني قطاع شئون الأفراد. من ناحية أخري تجددت مساء أمس الاشتباكات بين عدد من المتجمهرين أمام مقر السفارة الإسرائيلية وبين رجال القوات المسلحة بعد أن رفض المتجمهرون الانصراف وقاموا بإلقاء الطوب والحجارة علي أفراد من الجيش وترديد بعض الهتافات المعادية, وهو ما دفع رجال القوات المسلحة المسئولة عن تأمين السفارة ومديرية أمن الجيزة لمطاردة المتجمهرين الذين هرعوا للاختباء بالشوارع الجانبية المحيطة بالسفارة إلا أن قوات الجيش تمكنت من ضبط أكثر من20 شخصا من أعمار مختلفة. وقد استمرت ملاحقة رجال القوات المسلحة للمتجمهرين من أمام مقر السفارة وحتي ميدان جامعة القاهرة وهو ما جعل المتجمهرون يقفزون من أسوار الجامعة إلي داخلها هربا من رجال القوات المسلحة الذين استطاعوا إعادة الهدوء إلي المنطقة المحيطة بالسفارة. وعلي صعيد ردود الفعل الخارجية أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو في مؤتمر صحفي مساء أمس تمسك بلاده باتفاقية السلام مع مصر, وتعهد بإعادة السفير الإسرائيلي إسحاق ليفانون إلي القاهرة في أسرع وقت. وأضاف أن الملحق السياسي بالسفارة بالقاهرة سيواصل تمثيل إسرائيل حتي عودة السفير من جديد. وثمن نتانياهو تصريحات وزير الإعلام أسامة هيكل حول الهجوم الذي تعرضت له السفارة الإسرائيلية في القاهرة, مؤكدا أن الحكومتين المصرية والإسرائيلية تحركتا بمسئولية معا, من أجل إنهاء أزمة الهجوم علي السفارة الإسرائيلية في القاهرة علي النحو الأفضل. وكشف نتانياهو عن اتصالات قد أجراها مع القاهرة والإدارة الأمريكية لتأمين الإسرائيليين داخل السفارة, وعدم تعرضهم لأي ضرر, ووجه الشكر إلي الرئيس الأمريكي أوباما الذي وصفه بأنه قدم كل ما في وسعه لمساعدة إسرائيل في هذه الأزمة. كما وجه الشكر إلي رجال الكوماندوز المصريين الذين حافظوا علي سلامة الإسرائيليين الموجودين في السفارة أثناء الأحداث, وقاموا بتأمين خروجهم إلي الطائرة التي اقلتهم إلي تل أبيب. ومن جانبه أكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو احترام مصر الكامل لالتزاماتها الدولية إزاء تأمين وحماية المنشآت الدبلوماسية والدولية الموجودة علي أراضيها. وقال إن مصر مستمرة في توفير الحماية والتأمين اللازمين لعمل كل البعثات الدبلوماسية المقيمة والمعتمدة لديها. فيما كشف وزير العدل المستشار محمد عبدالعزيز الجندي عن وجود معلومات مؤكدة حول مخططات ممولة تزعزع استقرار مصر وأمنها, وأنه سيتم الإعلان قريبا عن تلك المخططات. وأكد الجندي في مداخلة هاتفية مع برنامج الحياة اليوم مساء أمس أن استخدام قانون الطوارئ لمواجهة هذه الحالات بات أمرا ضروريا وحتميا, حتي نتمكن من الانتهاء من تلك الأزمة وسيتم تفعيله واستخدامه.