رحب كبار الإعلاميين بقرار مجلس الوزراء إيقاف ترخيص مزيد من القنوات الفضائية, واعتبروه قرارا صائبا فيما اعتبره بعض العاملين بالحقل الإعلامي ومثقفون صدمة وعقبة جديدة في طريق الحرية الإعلامية. وأكد المؤيدون للقرار ضرورة صدوره في وقت سابق لحماية الشعب من الفتن الخارجية التي تسعي لاحداثها جهات مختلفة, بينما اعتبر عدد من المثقفين القرار قمعا جديدا لفكر وحرية التعبير وخطوة للخلف. فقد أكدت الإعلامية درية شرف الدين أنها لاتري في هذا القرار أي عودة للخلف, خاصة ان اي دولة مسئولة عن قمر صناعي عليها أن تضع الحدود التي تراها متفقة مع أمنها القومي, وعلي سبيل المثال القمر الصناعي الهوت بيرد, والأوروبي حينما وجدوا قنوات دينية وراءها جماعات إرهابية قرروا منع هذه القنوات, وما حدث من إيقاف التراخيص هو امر مؤقت لإعادة الرؤية لخروج هذه القنوات علي النايل سات. وأضافت أن ما حدث ليس كبتا للحريات, كما يدعي البعض, لأن من حق أي دولة ان تضع قواعد محددة تنظم عمل القنوات وألا تسمح لأي قناة بأن تهاجمها أو تحدث فتنة بين الشعب, خاصة أن هناك قنوات خرجت علي الساحة قادرة علي حرق البلد من خلال بث أخبار غير صحيحة. واتفقت معها في الرأي الإعلامية سناء منصور, حيث قالت إن القنوات التي افتتحت في الفترة الماضية, تكفي المشاهد المصري, واستطردت: هناك شبكةCBC والنهار والتحرير وقناة حزب الوفد والإخوان, فهل كل ذلك غير كاف للمشاهد؟ كما أن قرار إيقاف التراخيص مؤقت وليس دائما, حيث يهدف إلي التنظيم وترتيب الأمور. واستبعدت أن يكون الغرض من إيقاف ترخيص المزيد من القنوات التعتيم الإعلامي, خاصة أن كل التيارات السياسية بما فيهم جماعة أسف يا ريس يخرجون علي كل القنوات وبرامج التوك شو ولايوجد ما يمنعهم من ممارسة حقوقهم أو التعبير عن رأيهم واري أن السبب هو وجود بعض قنوات الفتنة التي تتسبب في أزمات بين أبناء الوطن, وهو ما استلزم صدور مثل هذا القرار. كما رحبت الإعلامية آمال فهمي بالقرار: وقالت هناك زحمة شديدة في القنوات الجديدة وهو ما يشعر معه المشاهد بالضياع بين القنوات خاصة وهي قنوات متشابهة وتتنافس جميعا حول موضوع واحد, وأضافت: في العالم كله آلاف القنوات ولكن لكل قناة طعم حذاق يميزها عن غيرها يعرف من خلالها المشاهد أين يذهب إذا رغب نوعا معينا من البرامج بينما هنا نشعر بضيق لأن ما نراه في قناة نري مثله في كل القنوات بطريقة جعلت المشاهد ينصرف عن التليفزيون كله... وعما إذا كانت هذه مصادرة للحرية قالت آمال فهمي البركة في الموجود. من ناحيته رفض الكاتب جمال الغيطاني القرار, وقال إن هدفه في الأساس حجب الحريات مضيفا ألا يكفي أداء الوزارة الرديء حتي تأتي لتضع أنفها فيما يخصها وما لايخصها.. وتساءل الغيطاني: ما الذي يضير لو خرجت ألف قناة, القرار غير مبشر وخلفياته محيرة وطالب بوقفة أمام هذه القرارات العشوائية من المسئولين عن حرية التعبير. فيما أكد الشاعر محمد ابراهيم أبوسنة أن أي حجب لمعلومات أو قنوات يعد تجاهلا لطبيعة العصر لأن الفضائيات تملأ السماوات وفكرة الحجب غير طبيعية, وأضاف أبوسنة رغم علمي أن بعض القنوات لديها أجندات لإثارة الفتنة ولكن الحرية وحدها هي التي تعود بنا إلي الصواب أما الحجب فيعد عودة لإغلاق العقول ولايمكن الآن تحديدا العودة إلي مصادرة حرية المعرفة علي كل المستويات.. نحتاج في هذه المرحلة لقرارات صائبة وصحيحة والتكاتف بين التيارات السياسية بدلا من سياسة الإغلاق والحجب والرقابة التي انتهي امرها. ورفضت الروائية سهير المصادفة منع التصاريح للقنوات الجديدة وقالت في النظام الماضي ومنذ25 كانت تحجب المعلومات وتصادر الإبداعات والأفكار ورغم هذا كان الشعب يعلم كل شئ, واضافت سهير نريد فقط قدرا من الجدية في هذه القنوات لأن عدم المعرفة وجهل معدي البرامج واستضافة من يعلم ومن لايعلم هو الفيصل. واضافت انا مع الحكومة في اتخاذ اي قرار تراه لوضع كل شئ في مكانه الصحيح ولكني لست مع قرار الحجب فليس هو الحل.