قرر الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي فجأة وبدون ابداء اسباب تأجيل زيارته إلي سوريا التي كانت مقررة اليوم لعرض المبادرة العربية علي الرئيس السوري بشار الأسد لإنهاء الأزمة. وقد تصاعدت حدة الرفض من قبل عشرات السوريين المقيمين بالقاهرة أمس خلال وقفة احتجاجية نظموها أمام مقر الجامعة تعبيرا عن استيائهم من زيارة الأمين العام لدمشق ومقابلة الرئيس السوري ورفضه لقاء المعارضة. وقد رفع المحتجون خلال وقفتهم لافتات تطالب برحيل النظام السوري وعدم التفاوض معه منتقدين الموقف العربي تجاه المجازر التي ترتكب داخل الأراضي السورية. جاء ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر رسمية سورية أن السلطات هي التي طلبت تأجيل الزيارة لأسباب موضوعية وابلغت العربي بها دون الافصاح عنها. وتنص المبادرة علي دعوة الحكومة السورية إلي الوقف الفوري لكل أعمال العنف ضد المدنيين وسحب كل المظاهر العسكرية من المدن وتعويض المتضررين, واطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين أو المتهمين بتهم المشاركة في الاحتجاجات الأخيرة. كما تحث المبادرة الرئيس الأسد علي إعلان مبادئ واضحة ومحددة لما تضمنته خطاباته من خطوات إصلاحية, ويؤكد التزامه بالانتقال إلي نظام حكم تعددي وأن يستخدم صلاحياته الموسعة الحالية لتعجيل عملية الإصلاح وإجراء انتخابات رئاسية تعددية ومفتوحة للمرشحين الذين تنطبق عليهم الشروط عند إجرائها في نهاية فترة حكمة الحالية في عام2014 وتؤكد المبادرة ايضا أهمية فصل الجيش عن الحياة السياسية والمدنية, والبدء الفوري للاتصالات السياسية بين النظام وقوي المعارضة علي قاعدة الندية والتكافؤ والمساواة. وتشير المبادرة إلي أن الحوار بين الاطراف كافة يكون وفق ثوابت الوحدة الوطنية التي تنبذ العنف والتدخل الأجنبي. وفي هذا الإطار تطالب المبادرة حزب البعث بعقد مؤتمر قطري استثنائي عاجل يقر فيه قبوله الانتقال إلي نظام ديمقراطي تعددي يقوم علي صندوق الاقتراع. وعن شكل الحكومة الجديدة تنص المبادرة علي أنها ستكون حكومة وحدة وطنية ائتلافية برئاسة شخص يكون مقبولا من قوي المعارضة المنخرطة في الحوار, وتعمل مع الرئيس وتتحدد مهمتها في إجراء انتخابات نيابية شفافة تعددية حزبيا وفرديا يشرف عليها القضاء السوري ومفتوحة للمراقبين. وعن الشكل الزمني, تشدد المبادرة علي تحديد برنامج زمني لتنفيذها وتشكيل آلية متابعة بما في ذلك وجود فريق عربي لمتابعة التنفيذ في سوريا.