صاحبت ثورة الشباب في25 يناير الماضي ثورة أخري يمكن ان نطلق عليها شعار البناء فوق الأراضي الزراعية. فقد كشف آخر تقرير صادر عن الإدارة المركزية لحماية الأراضي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن عدد التعديات بالبناء فوق الأراضي الزراعية منذ انطلاق الثورة وحتي يوليو الماضي الذي فاق رقم158 الف حالة دمرت7 آلاف فدان من أجود الأراضي الزراعية, تحولت بين عشية وضحاها إلي مبان وكتل أسمنتية. علما بأن مصر فقدت خلال ربع القرن الأخير ما يعادل مليونا ومائتي الف فدان من الأراضي الزراعية لحساب تعديات البناء. الأهرام المسائي تجول في بعض المناطق التي شهدت تجريفا كبيرا وبناء عدة مبان علي أراضيها وهي مناطق المريوطية وترعة المنصورية والصفطاوي وكرداسة حيث يؤكد علي الورداني محاسب مقيم بشارع المريوطية أن التعديات علي الأراضي الزراعية لا ترجع إلي زيادة السكان أو إلي توسع المدن الجديدة الذي يجئ علي حساب الرقعة الزراعية كما يعتقد البعض وإنما بسبب هذه الأراضي,مقارنة بأسعار مثيلتها في وسط المدينة ويري سيد محفوظ معيد في إحدي الجامعات الخاصة وأحد سكان منطقة كرداسة ضرورة إنشاء شرطة تختص بالتعامل مع حالات التعدي علي الأراضي الزراعية ومصادرة الأرض نفسها في حالة المخالفة ومن جانبه, أشار الدكتور عبدالعزيز شتا رئيس هيئة استصلاح الأراضي بوزارة الزراعة إلي أنه علي الرغم من وجود قوانين رادعة لأي محاولة تعد علي الأراضي الزراعية, إلا أن الغياب الأمني الذي تشهده البلاد حاليا خلق حالة من الهجوم علي الأراضي الزراعية. وأضاف شتا ان السبب الأساسي في الاجتياح لا يرجع كما يعتقد البعض إلي ندرة المساكن الجديدة, فطبقا لأحدث الصور التي تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية, فان متوسط الكثافة السكانية في مصر يتراوح ما بين(55) و(60) شخصا للفدان مباني وهذا الرقم منخفض جدا قياسا بالعديد من الدول التي لها نفس الظروف إذن مبرر البناء علي الاراضي الزراعية ينتفي في ظل هذه الأرقام الحديثة. ويختم شتا قوله بأن متوسط التعديات علي الأراضي الزراعية سنويا من مبان وطرق يتعدي ال(31) الف فدان, ولذلك يجب تفعيل القوانين وكذلك تكثيف جهود الوحدات المحلية والمحافظين وأجهزة الدولة الأخري للتصدي لهذه الهجمة التي تسلب مصر أهم مورد طبيعي لها وهو الأراضي الزراعية معربا عن أمله أن يري لجانا شعبية مختصة بحماية الأراضي الزراعية ومنع أي تعد عليها.