تفاقمت أزمة مديونيات ايجارات الوحدات الحكومية التابعة لمحافظة بورسعيد, بعد توقف الآلاف من قاطني تلك الوحدات عن سداد الايجار الشهري منذ سنوات, وتراكم المديونيات لتزيد علي20 مليون جنيه مستحقة علي هؤلاء المواطنين, لتصل الأزمة لطريق مسدود, خاصة مع تواضع الحالة المالية لمعظم قاطني تلك الوحدات, وعدم استطاعة الأغلبية العظمي سداد المتأخرات عن السنوات الماضية, واطمئنان الجميع لاستحالة طردهم بشكل جماعي من وحداتهم دفعة واحدة, وهو ما يمثل مأساة إنسانية لن تقدم عليها المحافظة أبدا. وفي جولة ل الأهرام المسائي بالمناطق السكنية بالزهور والمناخ والتي تضم الجانب الأكبر من الوحدات الحكومية التابعة للمحافظة والتي توقف قاطنوها عن سداد إيجاراتهم, سجلت السطور شكوي المواطنين من المغالاة في تقدير القيمة الإيجارية, وعدم ملاءمتها لقدراتهم المالية, خاصة أن ومعظمهم من محدودي الدخل غير القادرين علي مواجهة التزامات الحياة. وقال حسن عبدالحافظ جاد من قاطني منطقة الحرية الجديدة( أحدث المناطق السكنية ببورسعيد) إن تعنت مسئولي المحافظة هو السبب وراء توقف الجادين والراغبين في الالتزام بسداد الايجار الشهري عن الوفاء بالتزاماتهم, فقد نجح بعض القاطنين في الحصول علي أحكام قضائية بتخفيض الايجار الشهري من135 جنيها الي85 جنيها, وكالعادة التزمت المحافظة بتنفيذ الحكم لمن صدر لصالحهم فقط ولم تعمم الحكم علي جميع الوحدات بمنطقة الحرية, برغم مطالبة القاطنين بأحكام مماثلة بالتخفيض ولا ندري ما هو مغزي هذا التعنت والذي كان وراء تفاقم أزمة مديونيات الايجارات بجميع الوحدات الحكومية ببورسعيد منذ أكثر من25 عاما. وأضاف أن المواطن الذي توقف عن السداد منذ سنوات لن يستطيع تدبير إجمالي المبلغ المطلوب للسداد فجأة, خاصة في ظل حالة الغلاء التي تحاصره ولابد من تقسيط المديونيات أو إسقاط بعضها لمساعدة المواطنين علي الخروج من حالة التمرد الحالية. وقال سيد عبدالعاطي من قاطني الصفا والمروة, إن امتناع المواطنين عن سداد الايجارات الشهرية قد امتد ليشمل قيمة استهلاك بقيمة الخدمات كالمياه والكهرباء والغاز وهم دائما جاهزون بالبديل اذا ما قطعت تلك الجهات الخدمة عنهم, أو قام بعضها بالحجز علي بعض ممتلكاتهم, والحالة واضحة في مسألة التيار الكهربائي فالبديل من الوصلات العمومية والأعمدة جاهزة اذا ما رفع مسئولو الكهرباء العدادات لعدم سداد قيمة الاستهلاك المتراكم لسنوات. وأضاف أن أزمة الايجارات كانت دائما موضع وعود النواب المرشحين بجميع الانتخابات الماضية, فالبعض وعد بالتقسيط وسداد شهر جديد مع شهر قديم, والبعض وعد بإلغاء المديونية وفتح صفحة جديدة, والبعض تحدث عن مبادرة حكومية بسداد جزء من المديونية لتخفيف العبء عن المواطنين, وللأسف لم ينفذ الناجحون وعودهم وظلت المأساة علي ما هي عليه. ومن جانبه, قال المهندس كامل أبوزهرة رئيس حي الزهور, ان أزمة مديونيات الايجارات باتت تحتاج لوقفة من الطرفين,وهما المحافظة والمواطنون, معا, فالمحافظة لا تملك اسقاط تلك الملايين وهي ملزمة بتوريدها حتي لو تأخر سدادها من المواطنين, في المقابل يشكو المواطن من عدم المقدرة علي السداد لظروفه المالية وهنا لابد من البحث عن حل يضمن مصلحة الطرفين. وأضاف أنه أعطي توجيهاته لإدارة الإيرادات بالحي بتسلم أي مبالغ مالية يتقدم المواطن لسدادها كايجار وعدم رهن سداد الايجار الحديث بسداد كامل المديونية عن السنوات الماضية, وذلك تيسيرا علي المواطنين وتخفيف العبء عنهم بالتدريج.