علي مدي أكثر من أربعة عقود, تمكنت الممرضة المصرية من بناء شخصيتها المهنية في المؤسسات الصحية, ونجحت, إلي حد كبير, في تغيير نظرة المجتمع التقليدية إلي المرأة العاملة. وأثبتت جدارتها وكفاءتها علي نحو يؤكده الأقبال الشديد علي معاهد وكليات التمريض وعلي الرغم من ذلك, فإن تحديات الممرضة المصرية لاتزال كثيرة, وتتطلب تفهما اجتماعيا أوسع من تقبل انخراط المصريات في المهنة, وتحتاج إلي دعم رسمي يتفهم طبيعة عمل المرأة, وطبيعة الأسرة المصرية, علاوة علي ما تحتاجه من تشريعات وتنظيمات تأخذ في اعتبارها مستقبل المهنة ومستقبل الأسرة المصرية بشكل عام. هدي السيد ممرضة أمضت أكثر من15 سنة في المهنة تؤكد أن المصريات لايزلن يعانين من نظرة المجتمع, إلا أنها تري أنه لابد من مقاومة هذه النظرة, لأن التمريض هدفه خدمة الناس, وقالت إنها درست التمريض في أمريكا, وكانت تحضر مناسبات ومحاضرات لمعرفة كل جديد في هذا المجال, ولكنها توقفت تماما عن ذلك بسبب ضغط العمل الشديد وأضافت أنها تعمل12 ساعة في اليوم, وهو ما يقلص فرصها في حضور المحاضرات, كما أن جهة العمل لا تسمح لها بحضور الفعاليات في أوقات العمل. أما هناء محمد الممرضة بمستشفي قصر العيني التعليمي فقالت كنت في البداية متخوفة من نظرة المجتمع, ولكن سرعان مازال العائق, فالمرضي يفضلون الممرضة المصرية, نظرا لطريقة تعاملنا معهم, ولفهمنا لمتطلبات المرضي. نظرة متخلفة ومن جانبها أوضحت حنان عوض ممرضة أن نظرة المجتمع لاتزال متخلفة, لسبب بسيط, وهو أن المرضي بصفة دائمة يعاملوننا بشكل ممتاز, ويشعرون بالراحة لطريقتنا ولكن المشكلة هم زوار المرضي الذين ينظرون إلينا نظرة دونية, وفي بعض الأوقات يوجهون لنا كلمات جارحة, مع أننا في مقر عملنا, والمفترض وجود حماية لنا من بعض المرضي الذين ينظرون الينا كخدمات وليس ممرضات نسهر لنرعاهم. وتساءلت: لماذا لا ينظر للدكتورة مثل هذه النظرة, فهي تعمل في نفس المجال وهي تحظي باحترام كبير؟ وطالبت بتثقيف المجتمع, وقالت إن ما يشغل بالها هو أن الممرضة المتزوجة لا تستطيع التوفيق بين عملها وحياتها الشخصية, فهي بين التعب الجسدي في العمل والتعب النفسي الذي يتمثل بأنها مسئولة عن زوج وأطفال, وتري أن المردود المادي غير متوافق مع ما تعانيه. وتقول دكتورة كوثر محمود وكيلة وزارة الصحة لشئون التمريض ووكيل أول نقابة التمريض ان فكرة قبول الذكور بمدارس التأمين الصحي للتمريض تعكس تصحيح النظرة المجتمعية لمهنة التمريض عما كانت عليه في السنوات والعقود الماضية وايضا تطوير المهنة فكل الدول العربية تقبل الجنسين, مشيرة الي ان العزوف عن مهنة التمريض من قبل الاناث ظاهرة اصبحت غير موجودة وتلاشت تماما حيث شهدت معاهد وكليات التمريض هذا العام اقبالا شديدا تمثل في زيادة طلبات الدراسة رغم اغلاق باب القبول بسبب اكتمال الاعداد المطلوبة.