دعت مصر إلى حوار شامل بين الأطراف السودانية لإحلال السلام والاستقرار فى هذا البلد الشقيق وذلك خلال اجتماع الشركاء الإقليميين للسودان وقال سامح شكرى، وزير الخارجية، خلال كلمته فى الاجتماع: إن الاجتماع يأتى استكمالا للمسيرة التى بدأناها سوياً فى القمة التشاورية التى عقدت بالقاهرة فى 23 ابريل 2019، والتى تم الاتفاق خلالها على مواصلة تنسيق جهودنا للوقوف بجانب السودان الشقيق لتحقيق الانتقال الديمقراطى والاستقرار. وأضاف أن السبيل الوحيدة للحل هو العودة إلى الحوار الشامل الجامع بين مختلف القوى السياسية فى السودان والتوصل لحل سياسى يرضى جميع الأطراف ويحقق تطلعات الشعب السودانى ويحافظ على أمن وسلامة السودان ومقدراته ومؤسساته ووحدته، فالخلاف والتناحر لن يفضى إلى الحل المنتظر لبناء مستقبل جديد للشعب السودانى. وأكد أن ما يمر به السودان الشقيق من ظروف استثنائية حالية يتطلب تكاتف وتنسيق الجهود الإقليمية لوقف حالة الاحتقان الراهن على الساحة السودانية والعمل على تصفية الأجواء وتهيئتها للمضى قدماً بالحوار بين الأطراف السودانية لتحقيق الانتقال الديمقراطى المنشود وبما يضمن الحفاظ على مؤسسات الدولة ويلبى تطلعات ورغبات الشعب السودانى الشقيق فى رسم مستقبل واعد لبلاده. وقال: إن تحرك مصر يأتى من واقع مسئوليتها كرئيس حالى للاتحاد الإفريقى ودورها تجاه دول الجوار خاصة السودان، وأخذاً فى الاعتبار العلاقات والروابط التاريخية الراسخة والأزلية التى تربط بين شعبى وادى النيل، والمسئولية تقع على عاتق كل منا للمساهمة بفاعلية فى تقديم كل أوجه الدعم والمساندة للسودان وتخفيف وطأة الضغوط والتدخلات الخارجية، وعدم ترك الساحة خالية مما يضعف الجبهة الإفريقية ويفرض عليها حلولاً خارجية لا تعبر عن تطلعات شعوبها وتزيد من تفاقم الأزمات فيها. وأضاف: إن هدفنا هو إرسال رسالة دعم للأشقاء فى السودان وإدراكاً منا لخصوصية الشأن السودانى ولأهمية إغلاق الباب أمام أى تدخلات خارجية والتأكيد على أهمية التوصل لحل من صنع السودانيين أنفسهم عبر استئناف الحوار والمفاوضات الشاملة بمشاركة كل الأطراف السودانية وبما يضمن نجاح العملية السياسية فى اجتياز الظروف الراهنة ووضع تصور متكامل لإدارة المرحلة الانتقالية. وصرح المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن الاجتماع أكد استمرار الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى فى تنسيق الجهود الإقليمية لدعم السودان الشقيق بهدف تحقيق تطلعات الشعب السوداني. كما أكد التزام الشركاء الإقليميين بمساعدة الأطراف السودانية على استئناف المفاوضات والتوصل إلى اتفاق حول ترتيبات المرحلة الانتقالية، وذلك بهدف تعزيز التفاعل الإقليمى الكفيل بالاستجابة لمتطلبات الانتقال السياسى فى السودان، والتضامن بشكل أكبر مع الشعب السودانى من أجل تمكينه من التغلب على التحديات الراهنة التى يواجهها، بما يكفل تعزيز فرص بناء السلام والرخاء والديمقراطية فى السودان الشقيق. كما أشاد الاجتماع بجهود مفوضية الاتحاد الإفريقى ودول الجوار فى التقريب بين الأطراف السودانية، بالإضافة إلى الاتفاق على عقد اجتماع مقبل للشركاء الإقليميين لمتابعة تطورات الوضع فى السودان.