السيسى ويوهانيس يؤكدان أهمية تكاتف المجتمع الدولى للتعامل مع التنظيمات الإرهابية استهل الرئيس عبدالفتاح السيسى زيارته لرومانيا، أمس، بعقد مباحثات قمة مع الرئيس كلاوس يوهانيس، بمقر قصر كوتروتشينى الرئاسى، حيث أقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمى، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف. وأكد الرئيس السيسى، خلال المباحثات، حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع الجانب الرومانى فى مختلف المجالات، خاصةً فى ظل العلاقات الخاصة بين البلدين، مشيداً بمواقف رومانيا الإيجابية والمقدرة تجاه مصر، وما تحقق من تطور كبير فى العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية فى ظل الاهتمام المتبادل من الجانبين بدفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب. وأفاد السفير بسام راضى، المتحدث باسم الرئاسة، أن الرئيس استعرض خلال المباحثات تطورات الخطة التى تتبناها الحكومة المصرية للإصلاح الاقتصادى الشامل، والمشروعات القومية الجارى تنفيذها بما تتيحه من فرص للاستثمار. وشدد الرئيس على الاهتمام بتحقيق نقلة نوعية فى مساحة التعاون الثنائى بين البلدين، لا سيما عن طريق تشجيع التعاون بين مجتمع رجال الأعمال فى الدولتين، بشكل ينعكس على تطوير حجم التبادل التجارى والاستثمارى، بما فى ذلك البناء على نتائج الدورة الثالثة للجنة الاقتصادية المشتركة المنعقدة بالقاهرة فى فبراير الماضى، فضلاً عن تعزيز التعاون المشترك فى عدد من المجالات الواعدة كالطاقة، فى ضوء الاكتشافات الأخيرة للغاز فى الحقول البحرية فى مصر ورومانيا، إلى جانب مجال السياحة الذى شهد مؤخراً مضاعفة عدد رحلات الطيران لمدينتى شرم الشيخ والغردقة بما يعكس الجاذبية التى تتمتع بها المقاصد السياحية المصرية للسائحين الرومانيين. من جانبه أعرب الرئيس «يوهانيس» عن ترحيبه بزيارة الرئيس السيسى لرومانيا للمرة الأولى، مؤكداً اهتمام رومانيا بتطوير علاقاتها مع مصر الدولة المحورية، ومركز ثقل منطقتى الشرق الأوسط وإفريقيا، فضلاً عن سياستها المتوازنة تجاه التحديات المعقدة فى محيطها الإقليمى المضطرب. وأشاد رئيس رومانيا بالعلاقات التاريخية الممتدة التى طالما ربطت بين البلدين، وبالزخم الذى شهدته تلك العلاقات خلال الفترة الأخيرة من خلال تبادل الزيارات رفيعة المستوى، والتى كان آخرها اللقاء الثنائى الذى جمع بين الزعيمين بشرم الشيخ فى فبراير الماضى على هامش القمة العربية الأوروبية الأولى. وأكد الرئيس الرومانى دعم رومانيا ومساندتها لمصر فى دفع عملية الإصلاح الاقتصادى والتنمية، والتى تعد بمثابة إستراتيجية وطنية ملهمة تحظى بكل الاحترام والتقدير من الشعب الرومانى، معرباً عن إعجابه بالإنجازات التى حققتها مصر خلال الفترة الأخيرة فى مجال التنمية ومشروعات البنية الأساسية. وثمن الرئيس الرومانى الجهود المصرية ذات الصلة للتوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط. وأوضح المتحدث الرئاسى أن المباحثات بين الجانبين شهدت تبادل وجهات النظر بالنسبة لعدد من الملفات والأزمات الإقليمية، كعملية السلام فى الشرق الأوسط وسوريا وليبيا واليمن، مع استعراض تداعياتها على أمن منطقة المتوسط، حيث اتفق الجانبان على أهمية الحفاظ على وحدة الدول وسلامة أراضيها، بما يسهم فى تلبية طموح شعوب تلك الدول فى التمتع بحياة آمنة ومستقرة، وهو ما يتوافق مع ثوابت الموقف المصرى تجاه تلك القضايا الذى يرتكز على عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول والتحرك فى إطار من البناء والتعاون والتنمية . وعلى الصعيد الإفريقى والأوروبى، توافق الرئيسان حول ضرورة تكثيف التنسيق والتشاور حول القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك فى هذا الصدد، لا سيما خلال الفترة الحالية التى تتزامن فيها رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى مع رئاسة رومانيا للاتحاد الأوروبى، بما فى ذلك استكشاف آفاق التعاون الثلاثى بين البلدين فى القارة الإفريقية فى ضوء الاهتمام المشترك بدعم التنمية فى القارة وصون السلم والأمن بها، فضلاً عن مواصلة رومانيا لدورها الداعم داخل الاتحاد الأوروبى لتعزيز تنفيذ جميع مكونات اتفاقات المشاركة مع مصر كدولة جوار، بالإضافة إلى تعظيم التنسيق المشترك بين الاتحاد ومصر والعمل على الارتقاء بعلاقات الصداقة والتعاون الثنائى، خاصةً بعد انتظام انعقاد مجلس المشاركة بين الجانبين خلال العامين الماضيين. وأشار المتحدث إلى اتفاق الرئيس السيسى ونظيره الرومانىيوهانيس، على ضرورة تعزيز التعاون المشترك لمكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال منظور شامل، والعمل على القضاء على الأسباب الرئيسية التى تشجع على تلك الظاهرة، إلى جانب استعراض آخر التطورات الخاصة بمكافحة الإرهاب الذى بات يهدد مختلف دول العالم، حيث تم تأكيد أهمية تكاتف المجتمع الدولى للتعامل مع التنظيمات الإرهابية.