عقد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء اجتماعا وزاريا طارئا للجنة إدارة الأزمة, استغرق أكثر من5 ساعات, واستمر حتي الثانية من فجر اليوم, وتم خلاله بحث تداعيات الأحداث التي نشبت علي الحدود المصرية الإسرائيلية. وصرح أسامة هيكل وزير الإعلام بأنه تم خلال الاجتماع عرض تقارير معلومات أفادت بأن اشتباكات جرت بين العناصر الأمنية الإسرائيلية, ومجموعة من العناصر المسلحة داخل الأراضي الإسرائيلية شرق العلامة الحدودية رقم79. أسفرت الاشتباكات عن استشهاد وضابط مصري, و4 جنود, وإصابة5 آخرين كانوا موجودين علي خط الحدود داخل الأراضي المصرية, وذلك بسبب تبادل إطلاق النار الكثيف بين القوات الإسرائيلية, والعناصر المسلحة داخل الأراضي الإسرائيلية. وقال هيكل: إن الاجتماع انتهي إلي اتخاذ عدة قرارات مهمة هي: أولا: تدين مصر الحادث الذي أدي لاستشهاد وإصابة عدد من أبنائها, وإصابة آخرين, وتطالب إسرائيل بتقديم الاعتذار الرسمي لمصر عن الحادث الذي أدي لإزهاق أرواح وإراقة دماء داخل الأراضي المصرية, وتؤكد مصر أنها لن تتهاون في حقوق أبنائها وحماية أرواحهم. ثانيا: تقديم اتعازي لأسر الشهداء الذين فقدوا أرواحهم خلال تآدية واجبهم في تأمين الحدود المصرية. ثالثا: تؤكد مصر قدرتها علي حماية حدودها وتأمين أرض سيناء تأمينا كاملا, كما تؤكد أن تأمين الحدود المصرية الإسراذيلية هو مسئولية الطرفين معا وليست مسئولية الجانب المصري وحده. رابعا: تكليف وزير الخارجية باستدعاء السفير الإسرائيلي بالقاهرة وإبلاغه رسميا احتجاج مصر علي اطلاق النار داخل الجانب الإسرائيلي بشكل أدي لسقوط ضحايا وإراقة دماء داخل مصر. والمطالبة بإجراء تحقيق رسمي مشترك للكشف عن ملابسات الحادث وتحديد المسئولين عنه واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة علي نحو يحفظ حقوق الضحايا والمصابين المصريين. خامسا: دعوة جميع المواطنين ووسائل الإعلام الي الانتباه للمخاطر التي تهدد الأمن القومي المصري في سيناء, وهذا يستوجب تماسكا للجبهة الداخلية وعدم الإنخراط في خلاففات جانبية.. فالحفاظ علي الأمن القومي المصري مسئولية جميع الأجهزة وجميع المواطنين علي السواء. سادسا:تخصيص اجتماع مجلس الوزراء بعد غد الاثنين للتصديق علي إنشاء كيان مؤسس لتنمية سيناء للنهضة بعملية تنمية سيناء, وحل مشاكل أهالي سيناء. سابعا: اعتبار المجموعة الوزارية للأزمات في حالة انعقاد دائم لمتابعة الموقف أولا بأول. حضر الاجتماع د. علي السلمي نائب رئيس الوزراء للشئون السياسية, ووزراء التعاون الدولي والتخطيط والعدل والداخلية والإعلام والخارجية والصحة ورئيس جهاز المخابرات العامة, وعدد من قيادات القوات المسلحة. في غضون ذلك, انتقل فريق من النيابة العامة بشمال سيناء برئاسة المستشار ناصر عبد التايب المحامي العام لنيابات شمال سيناء الي مستشفي العريش لمناظرة جثث الشهداء من جنود الأمن المركزي, وتبين من المعاينة الأولية إصابة بعضهم بطلق ناري وتهشم بالرأس من الأجانب الأيسر, فيما أصيب بعضهم بسبع رصاصات وتبين أن المقذوفات التي تم اطلاقها علي الشهداء مقذوفات متقدمة تنفجر بمجرد دخولها الجسم, كما طالبت النيابة العامة ادارة البحث الجنائي, والأجهزة المختصة بالتحري عما حدث عند العلامة الدولية79 وأدي الي سقوط الشهداء. في سياق متصل نفي اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء ماتردد في بعض وسائل الاعلام عن وجود انتحاريين علي الجانب المصري قاموا بزرع متفجرات أدت الي اصابة جنود مصريين, مشيرا الي انه تم اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لتأمين المدن الساحلية بجنوبسيناء. في السياق ذاته, قالت مصادر أمنية أن مجندا بالأمن المركزي يدعي حسن إبراهيم حسن(21 عاما) استشهد في المنطقة الحدودية عند العلامة الدولية579 اثر اصابته بمقذوف حارق, كما أصيب مجند آخر مجهول الهوية بطلق ناري, وكذلك مجند يدعي هشام صفوت عبدالرحمن(21 عاما) مصاب بطلق ناري في الرأس, وفي حالة غيبوبة تامة, وقد تم نقل الجثة والمصابين إلي مستشفي نخل المركزي, وأعيد نقل المصابين إلي مستشفي السويس العام لاستكمال العلاج. وعلي صعيد تطورات الأحداث, أغلقت مصر أمس منفذ العوجة البري بوسط سيناء, وأكد مصدر مسئول أن الإغلاق مستمر لحين إشعار آخر, مشيرا إلي أن منفذ العوجة مخصص لعبور البضائع والتبادل التجاري بين مصر وإسرائيل, طبقا لاتفاقية الكويز الموقعة بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة. في شأن متصل, نفي مصدر مسئول ما ذكرته إحدي وكالات الأنباء الأجنبية بأن الفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة توجه أمس إلي المنطقة الحدودية بين مصر وإسرائيل. في حين, استنكرت جميع القوي والتيارات والائتلافات السياسية والشعبية, الاعتداء الإسرائيلي علي الحدود المصرية بشمال سيناء, مما أسفر عن استشهاد6 من المجندين والضباط, فيما طالب خبراء القانون الدولي بتعديل بنود اتفاقية كامب ديفيد, وتوفير قوات مناسبة للتعامل مع المناطق الجبلية, فضلا عن تكثيف الوجود الأمني في سيناء والاستعانة برؤساء القبائل هناك للقضاء علي البلطجة. من ناحيتها, أدانت الأحزاب السياسية الهجمات التي تعرضت لها سيناء, مطالبة باتخاذ موقف حازم تجاه إسرائيل وطرد سفيرها لدي القاهرة مع وقف تصدير الغاز إلي إسرائيل, وفتح تحقيق عاجل فيما يحدث. فيما ندد المرشحون المحتملون لرئاسة الجمهورية بالهجمات الإسرائيلية ووصفوها بأنها استخفاف بمصر, وانتهاك لاتفاقية السلام حسبما قال السفير عبدالله الأشعل, واعتبروا ما يحدث بمثابة التصعيد الخطير الذي لن يمر دون تحقيق وقالوا إن الاعتذار مرفوض لأن من كان يقبله قد رحل بحسب كلام الدكتور أيمن نور.