بقلب كالحجر وبعيون قاسية وبصوت حاد ونظرات شيطان وقف الزوج يعترف تفصيليا أمام المقدم عصام عتيق رئيس مباحث قسم ثان الزقازيق قائلاً «نعم قتلتها حتى استريح منها، لأنها رفضت سماع كلامى ولم تشتر لى كل متطلباتى لتوقفها عن التسول». وأضاف « نعم قتلتها لأنها لم تعد تخرج للعمل كخادمة فى المنازل ؛ ندمت فقط بعد قتلها لأننى لم أجد من ينفق على بعدها». الغريب أنه عند إجراء معاينة تصويرية للحادث قام المتهم بتمثيله للجريمة وهو فى منتهى الثبات والهدوء بل كان كالشيطان سعيدًا بالروح التى أزهقها ولم يندم على طفليه اللذين لم تتجاوز أعمارهما 4 سنوات. البداية كانت فى أحد الأحياء الشعبية بمدينة الزقازيق حيث حضرت أسرة مكونة من الزوج والزوجة وطفلين ليقطنوا بهذا الحى، وذلك بعد أن تركوا مسكنهم فى مكان آخر لتٌضرر الجيران من مشاجراتهم المستمرة، ولكن استمرت الخلافات بعد انتقالهم للإقامة بحارة سالم بقسم الحكماء بدائرة قسم ثان الزقازيق بمحافظة الشرقية، وبعد أربعة أشهر فقط زادت الخلافات حتى انتهت بقيام الزوج بالتخلص من زوجته الشابة وخنقها وتركها فى منور المنزل وهرب بعدها، واكتشف الجيران الجريمة بسبب انتشار الرائحة الكريهة بالمنطقة، وأبلغوا ضباط مباحث قسم ثان الزقازيق الذين حضروا على الفور إلى محل ارتكاب الجريمة، وتمت مناظرة الجثة والتحفظ عليها بمشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة. تلقى اللواء محمد والى مدير المباحث الجنائية إخطاراً من المقدم عصام عتيق رئيس مباحث قسم ثان الزقازيق يفيد بتلقى بلاغ من الأهالى بحارة سالم بقسم الحكماء بدائرة القسم باكتشافهم رائحة كريهة تنبعث من أحد المنازل بالمنطقة. انتقل المقدم عصام عتيق رئيس مباحث القسم والنقيب عبد الهادى علاء معاون المباحث إلى مكان العثور على الجثة، وبالفحص تبين أن الجثة لسيدة شابة تٌدعى هدى محمد محمود 21 سنة ربة منزل وبمٌناظرة الجثة تبين وجود أثار خنق حول العنق، وكذلك كدمات وإصابات بالجسم. تم التحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة. وبتكثيف الجهود تحت إشراف اللواء ماجد الأشقر رئيس فرع الأمن العام بالشرقية دلت تحريات المقدم عصام عتيق رئيس مباحث القسم بأن وراء ارتكاب الجريمة المدعو محمد نبيه عطية عطوة 29 نجار مٌسلح ومقيم بحارة سالة بقسم الحكماء بدائرة القسم. وبتقنين الإجراءات وإعداد الأكمنة اللازمة، تم ضبط الزوج القاتل. وتبين من التحقيقات بأن الزوج كان قد تزوج من المجنى عليها بعقد عٌرفى، وبعد فترة قام بتوثيق العقد إلى زواج رسمى وأضافت التحريات أنهما انتقلا منذ أربعة أشهر فقط للإقامة بحارة سالم بقسم الحكماء، ولديهما طفلان، لكنهما كانا دائمى التٌشاجر والخلافات وكانت الجيران تعلم بخلافاتهما المستمرة، حتى غضبت الزوجة وذهبت إلى منزل أسرتها بقرية مشتول القاضى بالزقازيق، وعقب عودتها إلى منزل الزوجية تجددت الخلافات مرة أخرى وتعالت صراخات الزوجة إثر قيام الزوج بالتعدى المستمر عليها بالضرب وذلك منذ السبت الماضى، ولم يكتف بذلك بل قام بخنقها ولف جثتها داخل بطانية وتركها بمنور المنزل وفر هارباً بعد أن ترك طفليه عند والدته. وكشفت التحقيقات أيضاً عن أن الزوج القاتل له كارت معلومات تخصص حيازة سلاح ومٌخدرات وبأنه أجبر زوجته المجنى عليها على التسول بالشوارع والميادين، والعمل كخادمة فى المنازل، وكانت تٌحضر له الطعام والشراب والسجائر وتٌنفق على المنزل. ورغم كل ذلك كان يقوم بتعذيبها والتعدى عليها بالضرب المٌبرح وقام بالتخلص منها بخنقها وافتعل قصة وهمية للهروب من جريمته التى هزت الرأى العام خلال شهر رمضان المٌعظم. وبتكثيف التحريات تمكن ضباط قسم ثان من تحديد مكان المتهم، وبضبط المتهم. أمرت النيابة بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات.