السيسى أمام القمة العربية الطارئة فى مكةالمكرمة: رسالة للقاصى والدانى .. العرب ليسوا على استعداد للتفريط فى أمنهم ولن يقبلوا أى مساس بحقوقهم ما زلنا دعاة سلم واستقرار تفعيل آليات العمل العربى المشترك السبيل لاستعادة العرب زمام المبادرة لا يمكن أن نتسامح مع أى تهديد لأراضى ومنشآت ومياه دول عربية شقيقة لن نقبل استمرار وجود قوات احتلال لطرف إقليمى على أراضى دولتين عربيتين أو دعم الميليشيات والإرهابيين علاقات الجوار السليمة تقتضى: ■ وقفة صدق وحزم مع أى طرف إقليمى يحاول التدخل فى شئوننا ■ وقفة مصارحة مع أى طرف عربى يحيد عن مقتضيات أمننا القومى أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن الأمن القومى العربى، وما يقوم عليه من علاقات جوار سليمة وصحية، يقتضى فى المقام الأول وقفة صدق وحزم مع كل طرف، يحاول التدخل فى الشأن العربى، كما يقتضى وقفة مصارحة مع أى طرف عربى يحيد عن مقتضيات الأمن القومى العربى، ويشارك فى التدخلات فى الشئون الداخلية للدول العربية. وتقدم الرئيس السيسى، فى مستهل كلمته خلال فعاليات القمة العربية الاستثنائية، بمكةالمكرمة، أمس، بحضور ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية، بخالص الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لدعوته لعقد هذه القمة فى مكةالمكرمة، وعلى كرم الضيافة وحسن التنظيم، داعياً الله عز وجل أن يسدد خطانا وأن يوفقنا لما فيه خير أمتنا العربية. وقال الرئيس: لا شك أن قمتنا تنعقد فى ظل تهديدات خطيرة وغير مسبوقة، تواجه الأمن القومى العربى، خاصة فى منطقة الخليج ذات الأهمية الإستراتيجية الكبيرة، ولا أظننى بحاجة لأن أؤكد أن أمن منطقة الخليج العربى يمثل بالنسبة لجمهورية مصر العربية أحد الركائز الأساسية للأمن القومى العربى، ويرتبط ارتباطا وثيقا وعضويا بالأمن القومى المصرى. وأكد الرئيس أن أى تهديد يواجه أمن الخليج، ومن ثَم الأمن القومى العربى، يقتضى منا جميعا وقفة حاسمة لمواجهته، بمنتهى الحكمة والحزم، فالحزم مطلوب لتصل الرسالة للقاصى والدانى، بأن العرب ليسوا على استعداد للتفريط فى أمنهم القومى، ولن يقبلوا أى مساس بحق من حقوقهم، كما أن الحكمة ضرورية لاحتواء أى توتر ومنع انفجاره، فالعرب كانوا ولا يزالون دائما دعاة سلم واستقرار. عناصر الرؤية المصرية استعرض الرئيس فى كلمته عناصر الرؤية المصرية لكيفية التعاطى الحازم والحكيم مع التهديدات التى اجتمعنا اليوم لمناقشتها، ومع التهديدات التى تواجه الأمن القومى العربى بشكل عام ولعلى أوجز هذه الرؤية فى أربعة عناصر أساسية: أولاً: إن الهجمات التى تعرضت لها المرافق النفطية فى المملكة العربية السعودية الشقيقة مؤخرا من جانب ميليشيات الحوثى، والمحاولات المتكررة لاستهداف أراضيها بالصواريخ، وكذلك الاعتداءات التى تعرضت لها الملاحة فى المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية الشقيقة، تمثل، بدون شك، أعمالا إرهابية صريحة، تتطلب موقفا واضحًا من كل المجتمع الدولى لإدانتها أولا، ثم للعمل بجميع الوسائل لردع مرتكبيها ومحاسبتهم، ومنع تكرار هذه الاعتداءات على الأمن القومى العربى، وعلى السلم والأمن الدوليين. وقال الرئيس: وإذا كنا نطالب المجتمع الدولى بتحمل مسئوليته كاملة تجاه هذه التهديدات الإرهابية، فإن علينا كعرب أيضا مسئولية لتفعيل آليات التعاون العربى فى مجال مكافحة الإرهاب، وتدعيم قدراتنا الذاتية على مواجهته. وأضاف: بل ربما تمثل هذه التهديدات الإرهابية الأخيرة لأمننا القومى العربى مناسبة مهمة لتجديد النقاش حول تفعيل آليات العمل العربى المشترك، القائمة بالفعل أو التى تم اقتراحها ولم تتبلور بعد، فهذا هو السبيل الكفيل باستعادة العرب زمام المبادرة، وتمكينهم من ردع ومواجهة أى محاولة للمساس بالأمن القومى العربى بشكل سريع وحاسم. نتضامن مع السعودية والإمارات ثانياً: بالتوازى مع التضامن الكامل مع الأشقاء فى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودعمهم فى مواجهة أى تهديدات للأراضى أو المنشآت أو المياه الإقليمية، فى أى من الدولتين العربيتين الشقيقتين، فإن هناك حاجة لمقاربة إستراتيجية لأزمات المنطقة وجذور عدم الاستقرار والتهديدات التى تواجه الأمن القومى العربى، بحيث تجمع بين الإجراءات السياسية والأمنية. وشدد الرئيس على أن الدول العربية، فى الوقت الذى لن تتسامح فيه مع أى تهديد لأمنها، تظل دائما على رأس الداعين للسلام والحوار، ولنا فى قوله تعالى: «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله» نبراس ومبدأ نهتدى به. وتابع الرئيس قائلا: لا يوجد أحرص من العرب على علاقات جوار صحية وسليمة، تقوم على احترام سيادة الدول العربية وعدم التدخل فى شئونها، والامتناع عن أى محاولة لاستثارة النعرات الطائفية والمذهبية، وكل من يلتزم بهذه المبادئ سيجد يدا عربية ممدودة له بالسلام والتعاون. قضية العرب المركزية ثالثا: إن المقاربة الإستراتيجية المنشودة للأمن القومى العربى، تقتضى التعامل، بالتوازى، مع جميع مصادر التهديد لأمن المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية والمصدر الأول لعدم الاستقرار فى المنطقة، فلا يمكن أن يتحقق الاستقرار فى المنطقة، بدون الحل السلمى الشامل الذى يلبى الطموحات الفلسطينية المشروعة، فى الاستقلال وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدسالشرقية. وقال الرئيس: كما أنه لا معنى للحديث عن مقاربة إستراتيجية شاملة للأمن القومى العربى، بدون تصور واضح لمعالجة الأزمات المستمرة فى سوريا وليبيا واليمن، واستعادة وحدة هذه الدول وسيادتها، وتحقيق طموحات شعوبها فى الحرية والحياة الكريمة، فى ظل دول موحدة ذات سيادة، وليست مرتهنة لإرادة وتدخلات وأطماع دول إقليمية أو خارجية، أو أمراء الحرب والميليشيات الإرهابية والطائفية. رابعاً: إن الشرط الضرورى لبناء هذه المقاربة الإستراتيجية الشاملة للأمن القومى العربى يجب أن يقوم على مواجهة جميع التدخلات الإقليمية أو الخارجية فى الدول العربية بنفس الدرجة من الحزم، فلا يمكن أن تتسامح الدول العربية مع أى طرف إقليمى يهدد أراضى ومنشآت ومياه دول عربية شقيقة وعزيزة، أو يسعى لممارسة نفوذه فى الدول العربية من خلال ميليشيات طائفية تعمل لتحقيق مصالحه الضيقة. ومضى الرئيس بالقول: وبنفس المنطق، فإنه لا يمكن أن تقبل الدول العربية استمرار تواجد قوات احتلال عسكرية لطرف إقليمى على أراضى دولتين عربيتين شقيقتين، أو أن يدعم طرف إقليمى بالسلاح والعتاد سلطة ميليشيات، ويغذى الإرهابيين على مرأى ومسمع من المجتمع الدولى كله. رسالة تضامن وشدد الرئيس السيسى على أن اجتماع القادة بقمة مكة، يوجه رسالة تضامن لا لبس فيها مع الأشقاء فى كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ولنجدد عزمنا على بناء مقاربة إستراتيجية شاملة للأمن القومى العربى، تستعيد زمام المبادرة التاريخية للعرب، وتتناسب مع حجم المخاطر والتحديات التى تواجه أمننا العربى فى هذه المرحلة، ومع طبيعة الآمال التى تعلقها الشعوب العربية على اجتماعنا. واختتم الرئيس السيسى كلمته بالقول: وفقنا الله جميعا لما فيه خدمة قضايا أمتنا العربية وصيانة أمنها القومى.