مدفع رمضان فى بنى سويف له مذاق خاص ومختلف فصغر مدينة بنى سويف يجعل جميع الأهالى يسمعون دوى المدفع الفرنسى العتيق المرتدى الزى المصرى بألوان العلم الثلاثة ويتوسط المدفع لميدان العبور على شاطىء الإبراهيمية وكأنها ملحمة امتزج فيها انتصار العاشر من رمضان بفرحة أيام تملؤها الخيرات وتطل علينا فى عجل كل عام. ويعتبر مدفع رمضان من أقدم المدافع الفرنسية فى العالم ولا يوجد منه سوى 4 قطع فى المحروسة بأثرها ، حيث حافظت مديرية أمن بنى سويف على مدى عشرات السنين على هذه القطعة النادرة ولم يستطع أحد الوصول إليه، ويطلق المدفع داناته ثلاث مرات يوميا الأولى فى وقت الإفطار ومع السحور والإمساك يسمع الأهالى صوته أيضا. واعتادت كثير من العائلات بالمحافظة الذهاب سيرا أو بسياراتهم إلى موقع المدفع ليشاهدوا ساعة إطلاقه ويتناولوا الإفطار بجانبه على كورنيش الإبراهيمية ويعودون ثانية عند سماعه ينطلق ليعلن ساعة الإمساك عن الطعام. ويقول محمد رجب حسن أمين شرطة والمسئول عن المدفع أعمل على هذا المدفع منذ 9 سنوات وأكون فى قمة السعادة عندما أرى الفرحة فى عيون الصائمينعند سماع المدفع وسأكون فى غاية السعادة أيضا عند رجوعه للحياة مرة أخرى. ويضيف طلقات مدفع رمضان تختلف عن الطلقات الحية ، حيث يوضع كتلة من دانة خرطوش من البارود لتعطى صوتًا مرتفعًا موصلة بدائرة كهربائية، مشيرا إلى أن طلقة المدفع عبارة عن بارود «فشنك» غير حقيقية ليس لها أى تأثير، ولكنها تحدث صوتا قويا تبين للناس وقت الإفطار، ويتكون المدفع من سلك المشعل وحجر بطارية وسلك حديدى لاستخدامه فى إطلاق الدانة.. وأوضح أن المدفع عمره أكثر من مائتى عام وهو فرنسى الأصل ولا يوجد منه سوى 4 على مستوى الجمهورية وكان يوجد فوق مديرية الأمن القديمة وبعد هدمها وانتقالها لمكان آخر نقل المدفع عند مدخل بنى سويف الشمالى أمام الجامعة بميدان العبور.فيما عبر عدد كبير من الأهالى عن فرحتهم بعودة المدفع لما رسمه فى وجدانهم عبر سنوات العمر بالمحافظة ولإعلانه الفرحة بالإفطار فى سماء المحافظة الهادئة فى ساعة يترقب فيها الجميع أن يبتل «ريقه» بتمرة أو بشربة ماء .