الكثيرَ مِن الأمّهات والزّوجات والأخوات والبنات هُنَّ مِن أكثر النّاس حِرمانًا فى رمضان، لأنّ الواحدةَ مِنهنّ وبكلّ بساطة تنشغل بطلبات الأسره وينتهى الشّهر الكريم وتجدُ نفسَها قد ضاع منها قَدْراً كبيراً من العبادات، وحُرمت شيئا عظيما مِن الطّاعات، فلم تشعُر بروحانيّةِ هذا الشّهر الكريم، حتّى إنّ مِن النّساء مَن يَمرُّ عليها رمضان وما خَتَمَت القرآن فيه ولا مرّة واحدة! لذا يجب على كل مرأه أن تعمل على ألمحافظه على الطاعات وغرس ذلك فى نفوس الأبناء والبنات وتأديبهن وتهذيبهن، جاء عن ابْنُ عُمَرَ رضى الله عنه: (أَدِّبِ ابْنَكَ فَإِنَّكَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ: مَاذَا أَدَّبْتَهُ، وَمَاذَا عَلَّمْتَهُ؟ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ بِرِّكَ وَطَوَاعِيَتِهِ لَكَ)، وقال بعض العلماء: (إنّ اللَّهَ سبحانه يَسْأَل الْوَالِدَ عَنْ وَلَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَبْل أَنْ يَسْأَل الْوَلَدَ عَنْ وَالِدِهِ). فعلى كل أم أن تستغل شهر رمضان فى تدريب الأبناء علي الواجبات الشرعية، والسلوكيات الحميدة ولذلك تكون المناسبات الدينية التى سمّاها القرآن الكريم «شعائر الله» من أعظم أوقات التربية التى لا بد للمربى من استغلالها واستثمارها لصالح تربية الأبناء، قال تعالي: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} ومن ذلك الأشهر الحرم وشهر رمضان، فرمضان زمن شريف. فحرمته الزمانية، كحرمة الحرم المكانية، وقد استمد حرمته ومكانته من نزول كلام الله تعالى فيه، قال سبحانه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُديً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان} ويجب على كل أم أن تدرب الأطفال والبنات على الصيام منذ الصغر فقد كان بعض السلف رضوان الله عليهم يُوقِّتون بداية أمر الصبى بالصيام إذا أطاقه كما يمكنه أن يُقسم النهار إلى أجزاء. فليس من الضرورى أن يصوم الولد كامل النهار خاصة الولد الصغير فى مرحلة التدريب وحول الصلاه كذلك يتم تدريبه فيكون الجزء الأول مثلًا من صلاة الفجر حتى صلاة الظهر، والجزء الثانى من صلاة الظهر إلى صلاة العصر، والجزء الثالث من صلاة العصر حتى صلاة المغرب، والولد يصوم من هذه الأجزاء بحسب طاقته وقدرته دون إجبار ومكافئته على ذلك مع مراعاة عدم إضرار الصيام به كما يجب علينا أن نستغل الشهر الكريم فى تدريب الأطفال على العطاء واحساس الأطفال بضرورة مساعدة الفقير والمحتاج وضرورة مساعدته؛ فتتربى فيه مشاعر التكافل والإحساس بآلام الغير ومواساتهم .