عن الربيع بنت مُعّوذ قالت: «كنا نصوم، ونصوَّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن الصوف ، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار». هكذا كان يفعل الصحابة الكرام مع أولادهم فى شهر رمضان، ليغرسوا فيهم محبة هذا الشهر الكريم وتعظيمه، وليعودوهم بالتدرج على أداء فريضة الصيام منذ الصغر، حتى يشبوا على طاعة الله وحب عبادته. فليبدأ الآباء بتدريب أبنائهم على الصيام بالزمن الذى يقدر عليه، ثم يتدرج فى زيادة مدة الصيام بحسب طاقة الطفل إلى أن يستطيع الصيام يومًا كاملًا. وعلى الوالدين أن يهيئا أولادهما لاستقبال شهر رمضان بأن يذكروا لهم ما أعده الله للصائمين فى الجنة، وذلك بأسلوب بسيط ومشوق يتناسب مع عقولهم، وكذلك إشاعة مظاهرة الفرحة بهذا الشهر الكريم مما اعتاد عليه المصريون ليستشعروا أهمية شهر رمضان وليرتبط فى أذهانهم بالفرح والسعادة. كذلك يجب على الوالدين أن يشجعا أولادهما على قراءة القرآن وحفظه، لما لهذا الشهر من خصوصية، فهو شهر أنزل فيه القرآن هديً للناس، كما أن شهر رمضان فرصة عظيمة لتعويد الأطفال على قراءة القرآن وحفظه، لما فيه من أجواء إيمانية تهيئ الأرواح لإقبال على الطاعات. ومن الأمور الجيدة اصطحاب الأبناء المميزين إلى صلاة التراويح ليعيشوا هذا الجو الإيماني، وليشهدوا وحدة المسلمين وترابطهم حيث يجتمعون فى مكان واحد خلف إمام واحد يصلون مخلصين لله رب العالمين. ومما يمتاز به شهر رمضان التكافل الاجتماعى بين المسلمين وإفطار الصائمين، وهى فرصة عظيمة لتدريب أبنائنا على التكافل الاجتماعى عن طريق مساهمتهم فى توزيع التمر والمشروبات ساعة الإفطار للإفطار الصائمين المارين بجوار المنزل أو الشوارع المجاورة ليحوزوا فى ذلك الأجر العظيم. كذلك تعويد الأبناء على التصدق فى رمضان من الأمور الطيبة التى يجب أن يحرص الآباء عليها، فقد كان النبى صلى الله عليه وآله وسلم أجود ما يكون فى رمضان، وقد قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (261) سورة البقرة.