يحتاج مجتمعنا إلى الوعظ الدينى الدائم لتستقر أركانه خاصة من منظور علمائنا ذوى الوسطية من علماء الأزهر، وتوجه تلك الموعظة والعلم إلى شبابنا لنذهب بهم بعيدًا عن الفكر المتطرف خاصة فى ظل الأيام الكريمة التى تتوالى بشهر رمضان الكريم، تقابلت «الأهرام المسائى» مع الدكتور محمد أبو حطب وكيل وزارة الأوقاف ببنى سويف أحد رجال الأزهر الشريف الحاصل على الدكتوراه فى التفسير وعلوم القرآن. كيف نستفيد من الصيام صحيًا وروحيًا؟ صوموا تصحوا وأن الإنسان عندما لا ينهمك فى الطعام والشراب ويحصل على قسط من التنظيم خاصة فى هذه الأيام فيصبح الإنسان معافى الجسد وروحانيًا يصبح كالملائكة، أما كثرة الطعام والشراب تنحدر بالإنسان إلى أصله وهو الطين والصائم فى روضة من رياض الجنة، فالشهر للعبادة وحبس الجوارح «فيا خادم الجسم كم تشاق لخدمته وتطالب بالربح مما فيه خسران أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانًا واسترزق الله مما فى خزائنه فإن رزقك بين الكاف والنون واستغنى بالله عن الملوك كما استغنى الملوك بدنياهم عن الدين». ماذا عن سلوك المسلمفى رمضان فى المنزل والشارع والعمل؟ عن عائشة رضى الله عنها عندما سئلت عن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت: كان خلقه القرآن فى غير رمضان، فما بالنا فى رمضان، فكان أشد رفعة وخلقًا فيجب أنيتجنب الإنسان التعامل مع الناس بغلظة سواء فى بيته أو محل عمله، بحسبه أنه صائم، فهذا ليس بصائم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش»، فالصيام يهذب الروح والنفس ويرتقى بالإنسان للأخلاق الفاضلة. ماذا عن تجديد الخطاب الدينى؟ هناك طفرة ليس نفاقًا قام بها د.محمد مختار جمعة فى تجديد الخطاب الدينى، ففى الماضى كنت تجد من يخطب عن الموت وآخر عن الصبر وكل مسجد حسبما يراه الخطيب وجاء توحيد الخطب لصالح المسلمين حيث يشرف عليه كبار العلماء، والأساتذة فى الدعوة لله متخصصون فى الفقه والتفسير وعلومه وكذلك من فقه الخطبة عدم إطالتها ولم تعد طويلة جدًا كسابق عهدها حتى لا يمل المصلى ويظل منتبهًا مستفيدًا منها تأسيًا بالرسول الكريمحين قال: «من أم بالنفس فليخفف فمنهم المريض وذو الحاجة ومن صلى منفردًا فليصل كما يشاء» وجاءت الخطب الموحدة لتضع يدها على الموضوعات التى ترتبط بالعمل والقيم الأخلاقية كما نال تجديد الخطاب الدينى من خطباء المكافأة لأنهم جزء لا يتجزأ من الأوقاف وحصلوا على دورات يحاضر فيها أساتذة الأزهر والأئمة فى الفقه المقارن والسنة النبوية والعقيدة والرد على أعداء الإسلام من خلال دراسة التيارات الفكرية المعاصرة. كيف تواجهون الفتاوى العشوائية؟ لدينا لجنة فتوى بكل مركز وهى سنة محمودة لم تحدث فى أى محافظة من قبل سوى بنى سويف ولجنة الفتوى بها ثلاثة من علماء الأزهر من الحاصلين على الماجستير والدكتوراه فى الفقه المقارن ومنعنا فتاوى الطلاق والرضاعة بالمحافظة لأننا نحيلها للجنة الفتوى المركزية بالقاهرة ونقوم بتوعية الأهالى بعدم اتباع من ليس له صفة أزهرية فى الفتاوى اتباعًا لقول المولى عز وجل «اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون».