لجأ لطريق المخدرات ولم تشفع روحانيات شهر رمضان الكريم فى إثنائه عن هذا الطريق المظلم فأغلقت أبواب التوبة دون رجعة وتحول ذلك الشاب العشرينى إلى وحش أفقدته الأقراص المخدرة إنسانيته وجعله الإدمان عبدا له يفعل له ما يأمر من أجل قرص مخدر قتل والده فى جريمة بشعة شهدتها الفيوم تزامنا مع منتصف شهر رمضان. بدأت القصة عندما وجد عبد الرحمن، طريقه للإدمان وتعاطىالأقراص المخدرة بكافة أنواعها، أدمنها وأصبحت هى كل حياته ترك عمله بالجزارة وأنفق جميع أمواله على مزاجه، وتحول من شاب هادئ يحترمه الجميع يكسب أموال عن طريق محل الجزارة الذى يملكه هو ووالده، ولكن سرعان ما تحول الأمر وأصبح ذلك الشاب عصبى سيئ الطباع لا يحترم أحد يطلب الأموال بشكل مستمر، فتكررت الخلافات بين الشاب ووالده. والد عبد «الرحمن» رجل فى الستين من عمره، تلقى صدمة حياته عندما عرف بإدمان ابنه الذى تحول إلى ابن عاق يعامله بطريقة سيئة وكل همه الحصول على المال لشراء الأقراص المخدرة، حاول الأب أن يرجع ابنه عن طريق الشيطان، ولكن دون جدوي، محاولات استمرت طويلا ولكن الشيطان نجح فى إغواء «عبد الرحمن» الذى اتخذ الشيطان صديقا والمخدرات هدفا. تعددت الخلافات بين الشاب العشرينى ووالده، وهو ما لم يتحمله الشاب المدمن الذى يبحث دائما عن الأموال لشراء المخدرات، وبدأ صديقه الشيطان أن يوسوس للشاب بالفكرة التى تمكنه من هدفه الذى لا ينتهى المخدرات، حيث همس الشيطان فى أذنه «اقتل أبوك وخد فلوسه واشترى المخدرات اللى أنت عايزها»، لمعت الفكرة الشيطانية فى رأس «عبد الرحمن»، وعزم على تنفيذها وبدأ فى رسم السيناريو للتخلص من أبوه، لم يتردد كثيرا، تجرد من كل شيء حتى الإنسانية والرحمة وبر الوالدين تحول إلى وحش دون قلب. اختار الشاب يوما يكون والده فى الأرض الزراعية التى يمتلكها ثم اختبأ حتى يخلو له الجو لتنفيذ جريمته البشعة، وظل ينتظر حتى هدأت الأجواء وانفرد بوالده وهجم على رأسه بالفأس حتى سقط والده مضرجا فى دائما ليلقى مصرعه فى الحال، ثم عاد إلى المنزل وبكل دم بارد مارس حياته بشكل عادي، كأنه لم يفعل شيئا، حتى عثرت الشرطة على الجثة، وأبلغت أهله، واصطنع «عبد الرحمن» حزنه على مقتل والده بينما هو فاعل تلك الجريمة البشعة، واستمر فى خطته لإلهاءالشرطة وإبعاد شكوكها عنه. لم تستمر تحريات الشرطة وقتا طويلا حتى توصلت للقاتل الحقيقى الابن العاق قاتل والده وألقى القبض عليه ليواجه مصيره المستحق السجن جراء فعلته الرخيصة الشيطانية. وأمام النيابة أدلى عبد الرحمن محمد عبد التواب 23 سنة «جزار»، ومقيم قرية «تطون» بمركز» أطسا بالفيوم باعترافات تفصيلية حول كيفية قتل والده59 سنة «جزار». وقال المتهم فى اعترافاته «إنه عزم على قتل والد وانتظر توجهوالده إلى أرض زراعية مملوكة لهم،واختبأ هناك وظل متربصا حتى تحين اللحظة المناسبة لتنفيذ جريمته وغافلة وقام بتوجيه ضربة قاتلة بالفأس على رأسه من الخلف ليسقط جثة هامدة، وبعدها فر هاربًا، وتوجه إلى المنزل دون أن يشعر به أحد. وأكد المتهم أن والده كان دائم التعدى عليه بالضرب والشتم ورفض إعطاءه أى أموال بسبب إدمانه للأقراص المخدرة، مضيفًا أنه فكر فى قتل والده أكثر من مرة حتى يتخلص من الإهانات الدائمة، ويستطيع الحصول على ما يحتاجه من أموال بعد توزيع الميراث. وأشار المتهم إلى أنه بعدأن قتل والدهعاد إلى المنزل ودخل إلى غرفتهمتسللا دون أن يشعر به أحد، وحينما تم اكتشاف الجريمة تظاهر بالحزن الشديد على والده إلا أن رجال المباحث كشفوا الجريمة وألقوا القبض عليه. كان اللواء خالد شلبي، مدير أمن الفيوم تلقى إخطارًا من العميد أسامه أبو الليل، مأمور مركزأطسا، يفيد وصولمحمد عبد التواب،جثة هامدة لمستشفى أطسا المركزي، وتبين من الكشف الطبى الظاهرى على الجثمانإصابته بكسر بقاع الجمجمة وجرح بالرأس من الخلف. وبسؤال زوجته نادرة مسعد عبدالباسط، 46 سنة «ربة منزل» ، أكدت أن زوجها كان بأرضه الزراعية، وتم العثور عليه ملقى على الأرض والدماء تنهمر من رأسه بغزارة، فتم نقله إلى المستشفى بمساعدة الجيران إلا أنه كان قد توفي. تم تشكيل فريق بحث وتحرى بإشراف اللواء هيثم عطا ،مدير مباحث الفيوم، لكشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه، وتوصلت تحريات المقدم حازم الهاين، رئيس مباحث مركز أطسا أن وراء ارتكاب الجريمة ابن المجنى عليه، ويدعى عبدالرحمن «23 سنة» جزار، حيث قام بالتربص بوالدهوسدد له ضربة بالفأس على رأسه أودت بحياته، وذلك نتيجة قيام المجنى عليه بالتعدى الدائم على المتهم، ورفض إعطاءه أموالا لشراء الأقراص المخدرة التى يدمنها. ألقى القبض على المتهم وبمواجهته بما توصلت إليه التحريات اعترف تفصيليا بارتكاب الجريمة تم تحرير المحضر اللازم وأحيل المتهم إلى النيابة العامة التىقررتحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات كما قررت سرعة الانتهاء من تقرير الصفة التشريحية لجثمان المتوفي.