مع بدء العد التنازلي لاستضافة بريطانيا لاوليمبياد2012 اهتزت صورة البلد إثر موجة من أعمال الشغب التي تركت تداعيات سلبية علي سمعة بريطانيا, ويأتي ذلك في الوقت الذي تعهد فيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعدم التسامح وإحالة مثيري الشغب للقضاء. فقد تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعدم التسامح مع مثيري أعمال الشغب في بلاده بينما يمثل أثنان من المشتبه بهم أمام القضاء علي خلفية مقتل ثلاثة رجال خلال تلك الاضطرابات وطالب الشرطة باستخدام أسلوب السماح صفر. وأعتبر كاميرون أعمال الشغب تلك نقطة تحول في التاريخ البريطاني, بينما يدور جدل يشارك فيه الشرطة والسياسيون والرأي العام حول طريقة الرد علي الخارجين عن القانون الذين يقفون خلف موجة العنف غير المسبوقة التي هزت انجلترا الأسبوع الماضي. وقال كاميرون إن أعمال الشغب والنهب والحرق ستغير الأمور بالتأكيد معتبرا أنها حدث كبير في حياة الأمة. وطلب كاميرون من القائد السابق لشرطة نيويورك بيل براتن العمل كمستشار لدي الشرطة البريطانية للمساعدة في الوصول إلي أفضل الطرق في التعامل مع العصابات ومثيري أعمال الشغب التي تهز عدة مدن بريطانية. وكان براتن من المسئولين الرئيسيين في التعامل مع النشاط الإجرامي واسهمت سياسته القائمة علي عدم التسامح اطلاقا مع المخالفين للقانون في خفض معدلات الجريمة في نيويورك, كما ساهم في خفض مستوي الجرائم بعد أعمال الشغب التي دارت في لوس انجلوس في.1992 وقال كاميرون أمس لصحيفة ديلي تلجراف لم نتحدث بلغة عن عدم التسامح بما فيه الكفاية, لكن الرسالة تمرر حاليا. وأضاف: إذا تركت نافذة المحل مكسورة فسينهب مرة أخري. وأوضح كاميرون أن بعض الأشخاص يعقدون تفسير أعمال الشغب, وقال كانوا يحملون التليفزيون علي أكتافهم لأنهم كانوا يريدون تليفزيونا لكنهم لم يكونوا مستعدين للتوفير والحصول عليه مثل باقي الناس العاديين. وأضاف: أن الشئ المعقد هو لماذا كان هناك الكثير منهم؟ لماذا هناك هذه الأقلية الكبيرة من الناس الذين هم علي استعداد للقيام بذلك؟ وتابع قد يكون هناك مائة ألف أسرة مفككة ومضطربة تكلف البلد مئات الملايين من الجنيهات, هم مختلون بالكامل ويحتاجون للمساعدة ونحن سنذهب إلي هناك ونحاول تخطي هذه المرحلة. وبعد أقل من أسبوعين من إعلان بريطانيا بدء العد التنازلي لاستضافة اوليمبياد لندن2012 اهتزت صورة البلاد آثر موجة من أعمال الشغب وبات علي هذا البلد فعل المزيد لاستعادة سمعته كبلد سياحي آمن. وتصدر رئيس الوزراء البريطاني كاميرون المطالبات بترميم صورة البلاد بعد المشاهد التي رآها العالم لشبان يحرقون الأبنية والسيارات في مدن انجليزية فضلا عن عمليات السلب والنهب. وحذرت حكومات أوروبية رعاياها بتجنب الحشود خلال زيارتهم لبريطانيا, بينما نصحت جنوب إفريقيا مواطنيها بتجنب السفر لبريطانيا لغير الأسباب الضرورية, وهو التحذير الذي يصدر في حالة تعرض البلاد لحالة حرب أو مخاطر جمة. وكان مئات الآلاف من الزوار تدفقوا في إبريل الماضي وحده علي لندن لحضور الزفاف المشهود للأمير ويليام وكيت ميدلتون فيما شاهده زهاء مليار نسمة علي شاشات التليفزيون, وقال كاميرون ان البلاد يتعين عليها الآن العمل علي تصحيح صورتها بعد مشاهد الشوارع المحترقة والعصابات الملثمة استعدادا لاستقبال اوليمبياد يوليو.2012 وقال علينا أن نظهر للعالم الذي تابع ماجري بامتعاض وضيق ان منفذي أعمال العنف التي شهدناها في شوارعنا لايمثلون بلادنا ولاشبابنا وتابع مع استعدادنا لاستقبال الاوليمبياد بعد عام حري بنا ان نظهر لهم أن بريطانيا لاتنزع إلي التدمير بل إلي التشييد ولا تستسلم بل تنهض ولا تنظر إلي الوراء بل إلي الامام. وأفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس الأول أن واحدا من كل بريطانيين اثنين يري أن كاميرون لم يحسن معالجة أعمال الشغب التي هزت بريطانيا هذا الأسبوع. وقال83% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع أنهم يعتقدون أن شبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر أو أجهزة خدمات الرسائل مثل بلاكبيري ساهمت في أعمال العنف عبر السماح لمثيري الشغب بتنظيم أنفسهم بشكل أسهل. واجري الاستطلاع مكتب كومريس لصحيفتي صنداي ميرور والاندبندنت اون صنداي اللتين صدرتا أمس. وأفاد هذا الاستطلاع أن48% من البريطانيين يعتقدون ان كاميرون وحكومته لم يردا بشكل جيد علي الاضطرابات مقابل29 بالمائة يشعرون بالارتياح لادارة الحكومة و22% بالمائة لا رأي لهم. وقال61% بالمائة من الذين شملهم الاستطلاع انه كان علي الوزراء اختصار عطلتهم الصيفية للاهتمام باعمال الشغب. وبعد أسبوع من اسوأ اضطرابات منذ عقود, مازالت المدن البريطانية الكبري تخضع لتدابير أمنية مشددة علي الرغم من الهدوء الذي يبدو انه يسودها.