رفض الأوروبيون، أمس، المهلة التى حددتها إيران قبل أن تعلق تنفيذ تعهدات أخرى قطعتها بشأن برنامجها النووي، وناشدوها عدم «التصعيد» فى وجه الضغوط الأمريكية المتزايدة عليها، مع تأكيدهم فى الوقت عينه على تمسكهم بالاتفاق الدولى المبرم عام 2015. وفى حين سارعت طهران إلى انتقاد الموقف الأوروبي، اتهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الإيرانيين بأنهم مصدر «تهديد كبير». وقال ترامب للصحفيين فى البيت الأبيض فى معرض توضيحه سبب قراره إرسال حاملة طائرات وقاذفات من طراز «بى 52» إلى المنطقة: إن الإيرانيين «أظهروا تهديداً كبيراً»، مضيفاً «لدينا معلومات قد لا تتصورونها» من دون أن يوضح ماهية هذه المعلومات. وسئل ترامب عن إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية بين واشنطنوطهران، فقال: »لا أريد أن اقول (كلا) لكننى آمل بألا يحدث ذلك«، مضيفاً: «أريدهم أن يتواصلوا معى نحن مستعدون للحوار». وفرض الملف الإيرانى نفسه على قمة حول مستقبل الاتحاد الأوروبى بعد بريكست فى سيبيو برومانيا، وشكلت اختبارا للأوروبيين للتباحث بشأن دورهم على الساحة الدولية بدون مشاركة المملكة المتحدة. وقالت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق مع إيران (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) فى بيان مشترك مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيريني: «نرفض أى إنذار وسنعيد تقييم احترام إيران لالتزاماتها فى المجال النووي». وكانت إيران أمهلت الدول الثلاث شهرين لإخراج القطاعين المصرفى والنفطى الإيرانيين من عزلتهما الناجمة عن العقوبات الأمريكية تحت طائلة تعليقها تنفيذ تعهدات واردة فى الاتفاق النووي. وقال الأوروبيون فى البيان: «لا نزال متمسكين تماماً بالحفاظ على الاتفاق النووى وتطبيقه الكامل، وهو إنجاز أساسى فى البناء العالمى للحد من انتشار الأسلحة النووية ويصب فى مصلحة أمن الجميع». ومع رفضهم التهديد الإيراني، فإن الأوروبيين أكدوا مجدداً «التزامهم الحازم« من أجل »رفع العقوبات لما فيه مصلحة الشعب الإيراني». وعبروا عن أسفهم «لفرض الولاياتالمتحدة مجدداً عقوبات بعد انسحابها من الاتفاق» فى 2018. بدورها نددت روسيا «بشدة» بالعقوبات الأمريكية الجديدة على إيران، ودعت جميع الأطراف إلى الحوار بهدف إنقاذ الاتفاق حول البرنامج النووى الإيراني. وقالت الخارجية الروسية فى بيان: إن «الولاياتالمتحدة فرضت لتوها رزمة جديدة من العقوبات تستهدف صناعة المعادن فى إيران. ندين بشدة هذه الخطوة». وأضافت أنه بسبب «أهمية» التطورات الحالية، تدعو روسياإيران والدول الأخرى المعنية إلى الاجتماع ل«تحديد سبل تطبيع الوضع». بالمقابل انتقد وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف موقف الاتحاد الأوروبى من الاتفاق النووى المبرم عام 2015 مع الدول الكبرى وأصر على أن التكتل «عليه التزام» تعهداته بموجب الاتفاق.