مع استطلاع هلال شهر رمضان يبدأ أهالى الفيوم فى ممارسة طقوسهم وعاداتهم التى يشتهرون بها، فمنذ اليوم الأول تبدأ الأسواق التجارية فى استقبال المواطنين، وخاصة محال اللحوم والأسماك، حيث يقوم الأهالى بشراء ما يكفى احتياجاتهم طوال الشهر. كما يتوافد المواطنون على محال الحلويات وخاصة محال الكنافة والقطايف، وعلى الرغم من التطور فى صناعاتها فإن عددا كبيرا من أصحاب محال لايزال يصنع الكنافة بالطريقة اليدوية التى لاتزال تجد من يفضلها. وتزداد طقوس ومظاهر شهر رمضان فى قرى المحافظة عنها فى المدن، حيث يحرص عدد كبير من المواطنين على إقامة أفران الكنافة والقطايف أمام منازلهم، والتى تشهد إقبالا طوال أيام الشهر، كما تتزين الحارات، وتضيء الفوانيس شوارع القرى الصغيرة. يقول مجدى عبد الله بائع كنافة إن أسعار الكنافة والقطايف هذا العام تتراوح بين 10 جنيهات جملة و12 جنيها للكيلو، وأن حركة السوق مع بدية شهر رمضان شهدت انتعاشًا بسبب إقبال المستهلكين على الشراء لكون تناول الكنافة والقطايف من أهم طقوس الشهر الكريم فى المحافظة كما تحرص السيدات فى القرى على «خبز» العيش قبل بداية رمضان بحيث يكون جاهزا مع أول أيام الشهر الكريم، جلسات الصلح وفى قرى المحافظة أيضا التى لاتزال العادات والتقاليد المتوارثة هى التى تحكم وتسيطر على النمط العام للحياة، حيث يجتمع كبار السن بكل قرية، وكذلك الشباب للبحث عن العائلات أو الأشخاص المتخاصمين، وتكوين أشبه بما يكون ب » لجان الصلح « لنشر التسامح والمودة مع بداية شهر رمضان، وتبدأ اللجنة فى تجميع المتخاصمين والتوسط بينهم حتى يتم الصلح. ويؤكد إبراهيم أحمد موظف ومقيم بمركز يوسف الصديق أن تأليف القلوب بين المتخاصمين وإنهاء المشاحنات والخلافات عادة وطقس فى عدد كبير من قرى الفيوم، قد يختفى بعض الشيء ولكنه لايزال موجودا، ضمن أعمال الخير التى يجود بها الجميع خلال هذا الشهر الكريم. العصائر والمخللات كما تشتهر الفيوم بطقوس أخرى تبدأ قبل موعد الإفطار وهى بيع المخللات والعصائر فى الشارع، حيث يحرص عدد من المواطنين كل عام على صنع العصائر والمخللات وبيعها أمام منازلهم فى الشارع، وتشهد حركة البيع فى هذا التوقيت زحاماً ورواجا كبيرا حتى يحين أذان المغرب. موائد الرحمن فيما يحرص أهالى المدن على المشاركة فى إقامة مائدة الرحمن لإفطار الصائمين طوال الشهر، حيث تجد فى كل حى من أحياء مدينة الفيوم مجموعة من الجيران والأصدقاء والأهل يتشاركون فى إقامة مائدة الرحمن وفقا لإمكانات كل مجموعة، كما يحرص عدد كبير من الشباب على إفطار الصائمين فى الشوارع، حيث يتجمع شباب متطوعون قبل أذان المغرب بساعة تقريبا يحملون العصائر والبلح لإفطار الصائمين فى الطرق، وخاصة المسافرين على طريق الفيوم- القاهرة. وأوضح على مصطفى طالب بجامعة الفيوم أنه يحرص فى كل شهر رمضان على أن يقوم بصحبة أصدقائه بتجهيز عصائر « تمر وعرقسوس وسوبيا «، بالإضافة إلى البلح ويقفون على طريق الفيوم- القاهرة، ليقوموا بتقديم تلك العصائر للصائمين المغادرين أو القادمين للمحافظة. «السحور والمسحراتي» على الرغم من التطور والتقدم التكنولوجى المتزايد فى جميع مناحى الحياة، فإن محافظة الفيوم مازالت تشهد استمرار ظاهرة ممتدة منذ زمن بعيد، وهى المسحراتى الذى يجوب كل حى من أحياء المدينة أو القرية بعد منتصف الليل، ممسكا طبلة صغيرة أو علبة صفيح فى بعض الأحيان، ويبدأ الأهالى بإلقاء بعض النقود للمسحراتى عبر شرفات المنزل، وفقا لقدرات كل أسرة، ولكن تحرص الأسرة بجميع أعمارها على انتظار المسحراتى فى هذا الموعد كل يوم طوال الشهر، وخاصة أن بعضهم يقوم بترديد بعض التواشيح الدينية التى تلقى قبولا كبيرا عند المواطنين وتؤكد أجواء شهر رمضان. وفى الفيوم للسحور طقوس أيضا،حيث تفترش الشوارع بالموائد فى كل مكان، وبجانبها عربات الفول، وتتراص الأسر والشباب فى أجواء رمضانية تستمر منذ أول يوم وحتى سحور آخر أيام الشهر الفضيل. أشهر مأكولات مائدة الإفطار وتشتهر محافظة الفيوم خلال أيام شهر رمضان بعدد من المأكولات التى تكون على جميع موائد أسر المحافظة، وأشهر تلك المأكولات والتى تعد عنصرا أساسيا على جميع موائد »الفيومية « المحاشى وخاصة الكرنب وورق العنب والكوسة، بالإضافة إلى الخضار واللحوم.