هل دراستك فى العلوم الساسية كان لها تأثير فى دعم وتوجيه رسالتك الإعلامية وتوصيلها للمشاهد ؟ لاشك ان الدراسة لها دور كبير فى بناء الشخصية بشكل عام، خاصة عندما تتفق مع ميوله واتجاهاته الفكرية. أما الناحية العملية، خاصة المهنية فلها مفردات أخرى وتعتمد على أسس لا خلاف عليها لابد من توافرها فى الإعلامى وهى الوعى الكامل بالقضية التى يطرحها ويسبقها وعيه بمتطلبات وتوجهات مجتمعه ووطنه، ومن ثم يكون اختيار القضية ضرورة ملحة تمس كل مواطن سواء قارئا آو مسمتعا أو مشاهدا ثم تأتى المرحلة الثانية وهى مخاطبة المتلقى بلغته وهنا التبسيط فى توصيل ليس فقط المعلومة ولكن أيضا التوجه والرأى الذى يدعم توجهات وطنه ولابد من الاعتماد على لغة مبسطة ونطلق عليها «لغة الصحافة» أى وسطية فهى ليست باللغة الفصحى وفى الوقت نفسه غير عامية «متدنية» مراعاة لمجتمع نسبة الأمية فيه 40% ثم تأتى المرحلة الثالثة والأهم وهى توثيق المعلومة والقضية بأرقام وحقائق مؤكدة وموثقة والوقوف على تفاصيلها بكل شفافية وهنا يتحول دور الإعلامى من أداة للتلقين إلى صاحب رسالة ويتحول المتلقى من مجرد متابع إلى مشارك فى القضية وله دور أساسي ليس فقط فى استيعاب الرسالة بل المساهمة فى تحقيق متطلبات وطنه. كل ذلك يأتى تحت مظلة إيمان الإعلامى واقتناعه الكامل بالقضية التى يطرحها فحينما يقتنع يستطيع أن يقنع المتلقى بل يجعله يؤمن وعن وعى وحقائق مؤكدة برسالته والتى هى فى نهاية قضية مجتمعه. يمر الإعلام المصري بمرحلة «ضعف» فما تعليقك على ذلك وكيف يمكن أن يتعافى ويعود لريادته مرة أخرى؟ الإعلام المصري وهنا أخص بالذكر الحديث عن ماسبيرو العريق والذى يمتلك إمكانات تفوق جميع الفضائيات من الناحية المالية والبشرية ولكنه فى الوقت نفسه يحمل على كاهله ميراثا وتركة من سوء الإدارة ودخول عناصر غير مؤهلة على الإطلاق اعتمتدت على «الواسطة» ومع مرور الوقت والزمن ومن إدارة إلى أسوأ وبتزايد الدخلاء غير المؤهلين وصل إلى هذه الحالة والتركة أصبحت ثقيلة، ونحن فى أشد الحاجة إلى وزير للإعلام. أما لكى يتعافى الإعلام المصري لابد أن يدرك القائمون عليه أننا فى حالة حرب فمصر تمر بأصعب مراحلها فى التاريخ منذ مينا موحد القطرين وحتى وقتنا الحالى ويكفى أنها محاطة بحزام نارى من دول تعانى اضطرابات وعدم استقرار ومن هنا نحن فى حاجة إلى إعلام حرب ووداعا للإعلام الكلاسيكى الذى يقدم معلومة فقط أو يتغافل عن حقائق ويركز على أخرى ويترك الرأى لعنان المشاهد ولكن مقتضى الأمر يستوجب تقديم جميع الحقائق والمعلومات بكل شفافية ليقف على كل التفاصيل ثم توجيهه وفقا لمتطلبات المرحلة الراهنة وما يجب أن يكون حتى نعبر معه إلى بر الأمان ويتسلح بالوعى الكامل ولا تنركه لقمة سائغة لتوجهات مغرضة. هل هذا هو السبب فى اعتماد «نادى العاصمة» على مدرسة الهجوم..؟ بالطبع لأننى جندى فى معركة الوعى الوطنى وانتهى عصرالإعلامى النجم .. الإعلامى الجندى مطلوب على وجه السرعة، فالبطل الحقيقي هو القضية التى نطرحها وأنا من مدرسة الحقائق المزعجة وأرفض الأكاذيب المطمئنة أو «المريحة» فلابد من من مواجهة الواقع واطلاع المشاهد عليه بكل مصداقية مهما كانت ليكون مشاركا أما الأكاذيب بهدف الطمأنينة لا مكان لها وسرعان ما تنكشف، فنحن فى حاجة إلى إعلام حرب والهجوم أسلم الطرق لضمان الحقوق والحفاظ على أهم شيء وهو الفكر والتوجه وفقا لمتطلبات الدولة وهنا لابد من التفاعل والنظرة «التلسكوبية» بمعنى النظرة الأشمل للقضية كلها وليس من مجرد منظور واحد أو الاستغراق فى المشكلة دون ربطها بالنسيج كله وبالابعاد المختلفة. هل تشعر بالرضا تجاه برنامجك «نادى العاصمة »؟ ورغم النجاح الذى حققه، إلا أننى أشعر بعدم الرضا عن أدائى فى «نادى العاصمة» فما زالت أتمنى تقديم الأفضل على جميع المستويات لأن الرسالة الإعلامية مسئولية وواجبي كجندى فى معركة الوعى يتطلب الأكثر ووطنى يستحق الكثير والكثير لأنه أكبر من أى عطاء وتضحية. تمر الفضائيات حاليا بحالة من عدم الاستقرار والتغيرات الدائمة سواء فى الخريطة أو المذيعين.. فكيف يمكن السيطرة عليها؟ مشكلة الفضائيات أنها وقعت تحت طائلة جهات مغرضة سيطرت عليها بتمويلها ولكن سيتحقق التوازن حينما نجابهه ونواجهه بسلاح الوعى الكامل. من خلال جولاتك الخارجية مع الرئيس عبد الفتاح السيسى تتعرض لبعض المضايقات وتشاهدمحاولات مغرضة من قبل «الإخوان».. حدثنا عن تجربتك معها؟ أنا أطلق عليهم «أهل الشر» لأنهم يسعون للخراب والدمار فى العالم كله ولاسيما مصر وأهدافه معروفة للجميع ودائما هناك محاولات للنيل من الإعلاميين المرافقين فى الزيارات الخارجية للتقليل من احترامهم وكسر صورتهم لأنهم يدركون تماما أهمية الوعى ودور الإعلامى باعتاره أحد مفردات معركة الوعى ولكن دائما تبوء محاولاتهم بالفشل الذريع لأنه فى جميع الدول والبلدان لا صوت يعلو على صوت الجاليات المصرية بالخارج والتى تعيش بصدق نصر مصر وتجاوزها كل المكائد وعبورها إلى مرحلة البناء وقيادتها وهذا بالطبع انعكس عليه فى الخارج بل اكتشفت الأكثر من ذلك لاسيما خلال زياراتى الأخيرة مع الرئيس لأمريكان أن «أهل الشر» لاقيمة لهم على الإطلاق فهم كائن بلا عقل وبلا أذرع أضعف مما نتخيل ويتصفون «بالجبناء» الذين يتراحعون فور مشاهدتهم للجمع الغفير من الجاليات المصرية التى تكون فى استقبال الرئيس وكيف تحرص الجاليات وتأتى من جميع أنحاء الولايات المختلفةشاعرين بكل فخر ورافعين أعلام مصر ويهتفون باسم رئيسهم وقائدهم.