بعد سجال دام لأكثر من أسبوعين أعلنت هيئة الانتخابات أمس، فوز مرشح المعارضة التركية أكرم إمام أوغلو ببلدية إسطنبول. وأظهرت نتائج الانتخابات المحلية فى إسطنبول حصول مرشح «حزب الشعب الجمهورى المعارض»، أكرم إمام أوغلو على 4 ملايين و169 ألفًا و765 صوتًا مقابل حصول مرشح «حزب العدالة والتنمية» بن على يلدريم على 4 ملايين و156 ألفًا و36 صوتًا. وفقًا لما أعلنه للصحفيين محامى حزب الشعب الجمهورى سليمان تروكار الذى يتابع إجراءات الانتخابات باسم الحزب، عند مجيئه إلى لجنة الانتخابات فى ولاية إسطنبول. وحصل مرشح «حزب السعادة» نجدت جوكجنار على 103 آلاف و364 صوتًا، ومرشح «حزب تركيا المستقلة» سليم كوتيل على 27 ألفًا و87 صوتًا، ومرشحة «الحزب الشيوعى التركى» زهراء جونر على 10 آلاف و349 صوتًا، ومرشح «حزب الوطن التركى» مصطفى إيلكر على 15 ألفًا و428 صوتًا، فى حين حصل مرشح «الحزب الديمقراطى» أرسان جوك جوز على 22 ألفًا و268 صوتًا، و«حزب اليسار الديمقراطى» معمر آيدن على 30 ألفًا و884 صوتًا. وكانت النتائج الأولية للتصويت الذى جرى فى 31 مارس الماضى أظهرت أن «حزب الشعب الجمهورى» المعارض فاز فى الانتخابات البلدية فى إسطنبول، أكبر مدن تركيا، لينهى بذلك 25 عامًا من سيطرة «حزب العدالة والتنمية» وأسلافه من الأحزاب ذات التوجه الإسلامى على المدينة. وتعد هذه الهزيمة ضربة قاسية على نحو خاص بالنسبة لأردوغان الذى بدأ مسيرته السياسية رئيسًا لبلدية إسطنبول فى التسعينيات. وبعد 16 يومًا من الطعون وإعادة فرز الأصوات، طلب حزب العدالة والتنمية من المجلس الأعلى للانتخابات إلغاء الانتخابات فى إسطنبول وإعادتها، بزعم وجود مخالفات. وقدم حلفاؤه فى حزب الحركة القومية طلبًا مماثلًا، أمس، وحث حزب العدالة والتنمية المسئولين على منع تفويض إمام أوغلو، إلى حين البت فى طلبه. لكن إمام أوغلو قال إنه سيبدأ العمل كرئيس للبلدية، لأن حزب العدالة والتنمية يحاول الضغط على المسئولين لإصدار قرارات معينة. ولعبت العديد من العوامل دورًا فى صعود إمام أوغلو وفوزه فى أهم مدن تركيا و«شريانها الاقتصادى»، منها سياسات أردوغان الاستبدادية التى ضاق الشعب ذرعًا بها، إلى جانب التدهور الاقتصادى الكبير الذى تشهده تركيا. ولعل من أبرز العوامل التى زادت من جماهيرية إمام أوغلو بالذات، هى شخصيته و«الكاريزما» التى لديه، التى تجعله ماهرًا فى فن الخطابة، وقادرًا على إيصال رسائله إلى الناس من مختلف الشرائح والطبقات، مما يجعله بمثابة تهديد لمقعد أردوغان الرئاسي، كونه قد يكون قادرا على منافسته خلال بضعة أعوام.