شيعت أمس جنازة الفنان السكندرى إسماعيل محمود من مسجد «سيدى القبارى» بمدينة الإسكندرية بحضور أسرته وعدد من محبيه، حيث وافته المنية أمس أثر إصابته بأزمة صحية مفاجئة. على الرغم من أدواره المتنوعة على مدار مسيرة فنية امتدت لأكثر من 40 عاما، إلا أن إسماعيل محمود ارتبط فى أذهان المشاهدين بشخصيتين رئيستين حقق من خلالهما نجاحا كبيرا وترك بصمة من الصعب نسيانها وهما دورا العمدة الصغير «زاهر» ابن سليمان غانم الذى قام بدوره صلاح السعدنى فى سلسلة أجزاء مسلسل «ليالى الحلمية»، وشخصية «عاصم» ابن حامد الغرباوى الذى قام بدوره الفنان محمود ياسين- فى مسلسل «العصيان» بجزءيه الأول والثاني. وامتلكت كل شخصية منهما سمات خاصة استطاع إسماعيل محمود أن يتقنها بجدارة، خاصة شخصية زاهر التى مرت بمراحل مختلفة على مدار أجزاء المسلسل بداية من الشاب المتهور الغشيم الذى يتهمه أباه بالغباء ثم الرجل العنيف والمزواج الذى يغضب زوجته الأولى ويدخل فى معارك معها بعد زواجه من أخرى، ويسعى لدخول عالم الأعمال ثم الترشح فى انتخابات مجلس النواب ويواصل الصراع القديم مع عائلة البدرى ويزرعه فى أبنائه، أما عاصم الغرباوى فقد أصبح نموذجا لعصيان الابن للأب وانتصار الخير الذى بداخله فى النهاية على المؤثرات الخارجية التى دفعته للعصيان، فقد جسد محمود فى المسلسل شخصية رجل ضعيف الشخصية تتلاعب به زوجته الثانية مستغلة حبه لها، وتقنعه بعصيان والده حتى يصبح المتحكم الرئيسى فى الثروة الكبيرة التى يمتلكها والده. درس إسماعيل محمود القانون بالإسكندرية لكنه قرر التخلى عنه من أجل حبه للتمثيل والتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية ليبدأ مسيرته الفنية من هناك وقدم فى بدايته عددا من الأدوار الصغيرة فى أعمال مثل فيلم «القطط السمان» و«التخشيبة» و«حد السيف» ومسلسل «غوايش» غيرها، وكثيرا ما كان يسند إليه شخصيات تنتمى للريف أو الصعيد نظرا لملامحه المصرية الخالصة وبشرته القمحية ومنها شخصية «عسران» فى مسلسل «زيزينيا» 1997 ثم فى الجزء الثانى عام 2000، والمعلم خميس فى مسلسل «شارع المواردى» مع المخرج إسماعيل عبد الحافظ عام 1990. كما شارك فى عدد من المسلسلات التاريخية والدينية ومنها «الوعد الحق» و«الكعبة المشرفة» و«محمد رسول الله» و«السيرة العربية» و«على هامش السيرة»و«الشارع الجديد» و«أوراق مصرية»، بالإضافة لتجسيد لشخصية الموسيقار الراحل محمود الشريف فى مسلسل «أم كلثوم» مع المخرجة إنعام محمد على وأمام الفنانة صابرين، وتقديمه لشخصية الرئيس الراحل محمد نجيب فى الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة» للكاتب الكبير وحيد حامد والمخرج شريف البندارى. واشترك مع الزعيم عادل إمام فى عملين خلال العقد الأخير؛ حيث شارك فى بطولة مسلسل «صاحب السعادة» عام 2014 ثم فى مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» فى عام 2015، ولم يكتف بالعمل مع الفنان الكبير صلاح السعدنى فى «ليالى الحلمية» فقط حيث شاركه فى أكثر من عمل آخر بشخصيات مختلفة منها الضابط حمدى فى مسلسل «أرابيسك» للمخرج جمال عبد الحميد عام 1994، وشخصية سالم فى «أوراق مصرية» مع المخرج وفيق وجدى عام 1998، و«شارع المواردى» 1990. أما رصيده السينمائى فهو يعتبر محدودًا، وربما لا يتعدى 5 أو6 أفلام «القطط السمان» بطولة حسن يوسف وشمس البارودى وإخراج حسن يوسف 1978، و«مشوار عمر» بطولة فاروق الفيشاوى ومديحة كامل وإخراج محمد خان 1986، و«التخشيبة» مع النجم أحمد زكى وإخراج عاطف الطيب 1984، و«حد السيف» بطولة محمود مرسى ونجوى فؤاد وإخراج عاطف سالم 1986، و«مطاردة فى الممنوع» مع فاروق الفيشاوى وآثار الحكيم والمخرج مدحت بكير 1993، وضيف شرف فى «عصافير النيل» مع فتحى عبد الوهاب والمخرج مجدى أحمد على 2010.