طارق الشناوى: مطلوب إعادة التفكير فى أماكن الإقامة والتوقيت والدعم داود عبد السيد: لا تقوم بدورها .. وتعتمد على ميزانية الدولة فقط حالة من الفوضى وتضارب وتقارب المواعيد تشهدها المهرجانات السينمائية، والتى أصبحت تحتاج بشكل مُلّح إلى إعادة نظر وتقييم من قبل اللجنة العليا للمهرجانات، والتى منحتهم فى وقت سابق موافقة لإقامتها، لكى يعاد تنظيمها وتوزيعها على مدار العام بدلا من تكدسها فى شهرين متتاليين، وهو الأمر الذى لا يسمح لقطاع واسع من المهتمين بصناعة السينما من التقاط أنفاسهم، حيث يبدأ موسم المهرجانات ب«أسوان»، يعقبه شرم الشيخ للسينما الآسيوية، ثم الأقصر للسينما الإفريقية، والإسكندرية للفيلم القصير، ومهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، ويعتبر آخر ثلاثة مهرجانات هم من نجحوا فى تحقيق جماهيرية فى مدنهم والتواصل مع الجمهور رغم ما يعانونه من ميزانية ضئيلة. إن إعادة النظر فى ترتيب التوقيت ليس فقط ما تحتاجه هذه المهرجانات، ولكن أمام لجنة المهرجانات التى انعقدت أمس مهمة أخري، تتمثل فى إعادة النظر فى ما قدمته، والأهداف التى وصلت إليها وحققتها والتى تتطابق فى الوقت نفسه مع السياسة المرسومة لها وخصوصيتها، لأن ذلك سيؤثر على نسب الدعم المستحقة، من خلال مراقبة جودتها، وقدرتها على توفير الدعم المتبقى دون الاعتماد على دعم وزارة الثقافة فقط، كما تحتاج المهرجانات إلى إعادة ترتيب أولوياتها، وترشيد الميزانية التى تُنفق أحيانا فى دعوات تحت بند المجاملة، مهملة الهدف الأساسي، وأن المهرجان مقام من أجل جمهور المنطقة التى أقيم فيها، ليحقق الهدف الأساسى للقوى الناعمة من نشر الثقافة السينمائية فى جميع المحافظات. لذلك تسعى اللجنة فى الفترة المقبلة إلى تعديل وتقييم وضع الأجندة السنوية للمهرجانات والتنسيق فيما بينها للوصول إلى أقصى استفادة منها. من جانبه، قال الناقد طارق الشناوى عضو اللجنة العليا للمهرجانات: إن أحد أهم مشكلات المهرجانات السينمائية هو التشابك فى المواعيد التى تقام فيها، وهذه المشكلة أو الخطأ سيكون أولى المهام التى تنظر فيها اللجنة العليا للمهرجانات، والتى ستعمل على إنهائها العام المقبل، ولن نجد بعد ذلك أى تشابك فى المواعيد، نظرا لأن تحديد التوقيت عامل مهم لإنجاح المهرجانات. وأضاف أن طموح المهرجانات أكبر بكثير من النتائج وما تحقق على أرض الواقع، بما فيهم مهرجان القاهرة السينمائي، لذا فإن أهم ما يجب التركيز عليه فى هذه المهرجانات هو جذب الجمهور للفعاليات والعروض، خاصة أنه من الملاحظ غياب جمهور المدينة نفسها المقام بها المهرجان، وهى مشكلة عامة، لذلك على صناع المهرجانات أن يضعوا مسألة حضور الجمهور لمشاهدة الأفلام أول هدف لهم، لأن المهرجانات لا تقام للنقاد أو الفنانين والصحفيين لينتقلوا من مهرجان إلى الآخر. وحول تساوى المهرجانات فى الحصول على الدعم دون التفرقة بمهام كل مهرجان، أوضح «الشناوي» أن فكرة تساوى المهرجانات فى الدعم أمر لا ينبغى حدوثه على الإطلاق، لأن المهرجان ينال الدعم وفقا لخصوصيته وأهدافه، لذا يجب على المهرجانات فى المرحلة المقبلة أن تأخذ فى اعتبارها ترشيد الدعوات لأنها أصبحت أمرا مُبالغا فيه، حيث نجد أن كل مهرجان يحرص على دعوة رؤساء المهرجانات الأخرى وهذا خطأ كبير، لذا فمن الأهمية أن يكون لكل مهرجان دعم متعلق بهدفه ورسالته، و من الضرورى أن يسعى كل مهرجان إلى توفير 60% من الميزانية المتبقية، بعد أن ينال الدعم، وهذا لا يتحقق أيضا، حيث تعتمد أغلب المهرجانات على الميزانية الممنوحة من الدولة فقط، دون أن يكون هناك سعى لإيجاد حلول أو محاولات لإشراك المجتمع المدنى فى دعم الفعاليات، وفى المقابل نجد أن مهرجان القاهرة السينمائى نجح فى التغلب على هذه النقطة فى دورته الأخيرة حيث وفّر محمد حفظى رئيس المهرجان 60% من الميزانية، حيث كان أصل الميزانية 40 مليون جنيه بينما حصل على دعم 16 مليون جنيه فقط، ونجح فى توفير 24 مليونا، لذلك يجب دراسة وضع دعم المهرجانات حتى يذهب الدعم لمستحقيه. وأشار إلى أن الأمر لا يقتصر على جانب الدعم فحسب، بقدر ضرورة إعادة التفكير فى أماكن إقامة المهرجانات السينمائية لأن بعضها يقام فى أماكن غير صالحة لإقامة مهرجان يحضره الجمهور أو حتى يستطيع الوصول إليه. وقال المخرج داود عبد السيد إن اللجنة العليا للمهرجانات قررت بالفعل البحث فى موضوع توقيت إقامة المهرجانات حتى لا تكون متتالية أو فى توقيت متقارب بهذا الشكل فى فترة واحدة وهذا أمر متفق عليه، ويحتاج إلى حلول سيجرى بحثها. ويرى المخرج داود عبد السيد أن وظيفة المهرجانات تكمن فى كونها سوقا للتبادل والشراء وعرض الإنتاج السينمائي، بينما الوظيفة الثانية هى الثقافة العامة والإطلالة على الثقافات الأخرى فى السينما لكى نرى أعمالا متنوعة من بلاد مختلفة، بعيدا عن الاحتكار لسينمات بعينها لا يرى المشاهد غيرها مثل المصرية والأمريكية، فهناك السينما الأوربية والآسيوية ليكون المهرجان هنا وسيلة عارضة لكل أنواع الزهور فى الحديقة الإنسانية، وهما الوظيفتان الأساسيتان لأى مهرجان. وأضاف يجب أن يكون للمهرجان تواجد عالمى وأهداف ينبغى أن يحققها، إلى جانب وظيفة أخرى تتمثل فى أن يكون ممثلا لمصالح الدولة فمثلا يقام مهرجان لعرض نظرية أو عقيدة الدولة عليه أن ينشرها كالاهتمام بالمرأة والحركة النسوية وتشجعها وصورة المرأة فى السينما، أو أن تكون الدولة مهتمة بنشر وتعريف العالم عن الدين الإسلامى فتعرض أفلام تدل على سماحة الدين الإسلامى وأنه دين مسالم، وغيرها من المعتقدات. وأوضح أنه إذا طبقنا الأهداف السابقة على المهرجانات المصرية فلن نجد أن هناك مهرجانا به سوق للتبادل والشراء والعرض، كما أن عرض المنتج العالمى فى المهرجانات للتثقيف يجب أن يكون هناك جمهور للمهرجان، ورغم ذلك لم أر مهرجانا له جمهور غير القاهرة السينمائى وجمهوره أيضا ليس بكبير، أما عن المهرجانات التى تحمل أهدافا أو أفكارا سياسية أو غيرها يمكن أن نجد مهرجانا مثل الأقصر للسينما الإفريقية، بصرف النظر عن اتفاقنا معها أو اختلافنا. وأضاف أما بخصوص الدعم فالدولة هى التى تقدم دعما لهذه المهرجانات من فنادق وتذاكر سفر أى دعم من هيئات الدولة المختلفة، ويتبقى دعم المجتمع المدنى أو من الأشخاص، لكن كيف سيأتى القائمون على المهرجانات بهذا الدعم وهى فكرة غير موجودة؟، ليقوم اسم أو اےثنين بدعم المهرجانات فقط، وبالتالى فإن أى مهرجان هنا يقام من خلال ميزانيات الدولة، كما أن الأفلام المهمة فى المهرجانات قليلة، والمشاهد غير موجود وأهداف المهرجان غير واضحة، وبالتالى فهناك معايير ينبغى توافرها، وإذا طبقنا هذا سنعرف المهرجانات التى تستمر من التى ستتوقف.