كلما طرحت سؤالا علي مواطن عادي من أهل أسوان عن مهرجان السينما لأفلام المرأة يبادرك بالإجابة هو فين ده؟ ثلاث كلمات هو فين ده كانت هي مفتاح حل لغز غموض هذا المهرجان المدعم من جهات رسمية تابعة للدولة ومنها وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة والمجلس القومي للمرأة, بعد أن ظل كعادته بدورتيه السابقتين في واد بينما المجتمع الأسواني المخاطب من المرأة الجنوبية المتمسكة بالتقاليد الصعيدية الصارمة في واد آخر, حتي الرجل الأسواني شريك المرأة في الحياة فلم يكن همه حضور فعاليات الندوات والمنتديات المهمة التي تناقش قضايا المرأة في السينما والحياة بقدر ما كان همه هو التمتع برؤية نجوم ونجمات السينما المصرية والتقاط الصور السيلفي التي ترسم ابتسامة وقتية لا تستغرق سوي ثوان معدودة. بحثنا عن السر في هذه المقاطعة الشعبية اللافتة للنظر, علي الرغم من أن دورته الحالية تعد أفضل تنظيما من سابقتيها, فتبين أن هناك أربعة أسباب رئيسية, كان في مقدمتها ضعف الدعاية وتكليف بعض هواة الشو من عديمي الخبرات بالقيام بها لدرجة أن موظفي الوحدة المحلية لمدينة ومركز أسوان أزالوا معظم لافتات المهرجان قليلة العدد من الشوارع بسبب عدم الحصول علي التصاريح اللازمة وسداد الرسوم المقررة. السببان الثاني والثالث هما تجاهل الأكاديمية العربية التي كانت عنصرا فعالا في التنظيم والحضور من قبل, وعدم تجاوب وإقبال طلاب ومسئولي جامعة أسوان علي المهرجان, ويبقي رابع وأهم الأسباب متمثلا في عدم وجود دور سينما لائقة بمدينة سياحية مما يضطر إدارة المهرجان لإقامته بأحد الفنادق التي يخشي البسطاء من الاقتراب منها في ظل التواجد الأمني الشرطي والخاص. وأخيرا وجود بعض الأفلام الأجنبية غير المترجمة وهو ما يمنع البعض من حضور هذه الأفلام, وهو ما أثار استياء الحضور كيف لمهرجان يبحث عن التفاعل مع الجمهور ويتغافل في الوقت نفسه عن أحد العناصر الأساسية لجذب المشاهدين من أبناء المحافظة لمتابعة الأفلام. أما الأشد غرابة في الدورة الثالثة فهو تجاهل الحدث الأكبر والمهم لأسوان بعد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي اختيارها عاصمة للثقافة والاقتصاد والشباب الإفريقي, حيث كان ضروريا دعوة بعض الدول الإفريقية للمشاركة بأفلامها, تزامنا مع قيمة وقدر ما تتأهب له جوهرة النيل لاستضافة منتدي الشباب العربي الإفريقي خلال شهر مارس المقبل. ارتباك وسيطرت حالة من الارتباك علي جدول عروض الأفلام وهو ما أثار استياء ضيوف المهرجان, كان أهمها إقامة عروض لبعض الأفلام دون حضور مخرجيها بسبب عدم التنسيق بين توقيت عرض الفيلم وميعاد حضور صناعه, حيث انتهت مدة إقامة صناع هذه الأفلام في أسوان مما اضطرهم للسفر قبل عرض أفلامهم أو آخرون لم يكونوا حضروا إلي أسوان بعد وقامت إدارة المهرجان بعرض أفلامهم مثل فيلم شفة الذي عرض قبل حضور مخرجته أمنية عكاشة, وكذلك الفيلم الفرنسي الذي عرض بعد مغادرة مخرجته بيوم واحد, وهو ما أغضب الحضور من ضيوف المهرجان من النقاد الذين كانوا يرغبون في مناقشة صناع هذه الأعمال, ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب لكنه وصل إلي منح كل فيلم توقيت عرض ساعة واحدة بينما تصل مدة بعض الأفلام إلي ساعة ونصف الساعة بجانب ندوة تعقب عرض الفيلم وهو ما تسبب في حدوث ارتباك شديد في جدول العروض. اللافت في الأمر أيضا هو أن جدول المهرجان تضمن عددا من الأفلام التي أعلن عن عرضها ولم تأت من الأساس إلي أسوان وتم إلغاء عرضها وإبلاغ ضيوف المهرجان بذلك, من بينها أحد أفلام المسابقة الرسمية وبعد أن توجه الضيوف إلي قاعة العرض أخبرهم القائمون علي المهرجان بإلغاء العرض لعدم وجود الفيلم, وهو ما أغضب المدير الفني للمهرجان لعدم علمها بالأمر. كذلك الأمر بالنسبة لفيلم لا أحد هناك الذي فوجئ صناع العمل والمرافقون للفيلم أن سينما الصداقة بأسوان تظهر صورة بعض الأفلام التي عرضت قبله بشكل رديء الأمر الذي دفعهم إلي التوجه بشكوي إلي إدارة المهرجان غير أنهم لم يتخذوا أي رد فعل, ليتحدث المرافقون للفيلم مع مسئولي السينما مباشرة حيث تم تغيير جهاز العرض واستبداله بHD, ولكن بقي صوت الفيلم رديئا لعدم جاهزية دار العرض لاستقبال عروض الأفلام وهو الأمر الذي كان ينبغي أن يراعيه القائمون علي المهرجان ومتابعة ظروف دور العرض قبل عرض الأفلام بها. أما في العرض الخاص لفيلم بين بحرين فكان مقررا أن تقام له سجادة حمراء في السابعة مساء لتتأخر ساعتين كاملتين, الأمر الذي أثار استياء المسئولين عن الفيلم. اختفاء النجوم تساؤلات كثيرة دارت في كواليس مهرجان أسوان الدولي لأفلام سينما المرأة عن السر وراء غياب نجوم السينما الكبار رغم أن هذه الدورة هي الثالثة في عمر المهرجان الفني, ففي الدورتين الأولي والثانية تصدر المشهد الفنانون والفنانات فاروق الفيشاوي ومحمود حميدة ومجدي كامل ويسرا ولبلبة وهالة صدقي ورانيا فريد شوقي ومني زكي ورانيا يوسف وكارول سماحة ومها أحمد والعالمي داني جلوفر, بينما غابوا جميعا هذه المرة, حتي الذين حضروا ومنهم باسم سمرة ومنة شلبي ويسرا اللوزي ومادلين طبر وريم البارودي والفنانة التونسية درة غادروا أسوان لارتباطهم بمواعيد تصوير مسلسلات رمضان, فهل السر في المقابل المادي أو في عدم أهمية المهرجان لديهم علي عكس مهرجانات القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ والجونة والأقصر!
غياب.. ليلي من غرائب الدورة الثالثة للمهرجان غياب الفنانة الكبيرة ليلي علوي في الأيام الثلاثة الأولي بما فيها حفل الافتتاح علي الرغم من توليها رئاسة لجنة تحكيم المسابقة الدولية للأفلام الطويلة, الأمر الذي أدي إلي ارتباك في برنامج عرض هذه الأفلام التي وصلت إلي12 فيلما طويلا. في الدورة الأولي لمهرجان أسوان وكنوع من التغيير اختارت الفنانة إلهام شاهين السجادة الخضراء للترحيب بنجوم السينما, إلا أنها عادت للتقليد المعروف بالسجادة الحمراء التي ضربت لعنتها الفنانة الإيطالية بربارا بوشيه حين تعثرت عليها لتصاب وتضطر لارتداء نظارة سوداء في حفل الافتتاح عقب تلقيها العلاج اللازم, الموقف نفسه تعرضت له الفنانة منة شلبي المكرمة من إدارة المهرجان علي السجادة نفسها أثناء توجهها إلي قاعة سينما الفندق لحضور حفل الافتتاح لولا أن تدخل طاقم حراستها الشخصي وأنقذ الموقف.
بربارا.. في أبو سمبل من المشاهد الإيجابية حرص الفنانة الإيطالية بربارا بوشيه علي زيارة مدينة أبو سمبل وما تناولته في تغريدة علي صفحتها, حيث أعربت بوشيه عن سعادتها بتواجدها في أحضان معبد الملك رمسيس الثاني ودهشتها من عظمة قدماء المصريين ومعجزاتهم.
محسنة توفيق نالت الفنانة القديرة محسنة توفيق حفاوة غير عادية من المشاركين بالمهرجان, ففي كل مكان كانت تتحرك فيه الفنانة الكبيرة كان الجميع يتسابق لخدمتها, وأعربت الفنانة القديرة في حفل خاص عن سعادتها بهذا التكريم في ساحرة الجنوب أسوان التي تعشقها وكثيرا ما زارتها.. الحفاوة الأسوانية سببها الفن الراقي الذي قدمته محسنة توفيق في مسيرتها السينمائية والتليفزيونية.
عروض الصداقة حرصت إدارة مهرجان السينما علي عرض ثلاثة أفلام مصرية بدار السينما الوحيدة بمدينة أسوان المعروفة بسينما الصداقة نسبة للصداقة المصرية السوفيتية وقت بناء السد العالي, وهي أفلام ورد مسموم ولا أحد هناك ونوارة, فيما عرضت بعض الأفلام الأجنبية بقصر ثقافة أسوان ضمن الورش التي استضافها, فيما واصل المهرجان بياته الشتوي الاختياري داخل فندق إقامة النجوم دون التواصل مع المجتمع المحيط في جمعيات القصر, تنمية المجتمع, ومراكز الشباب علي عكس مهرجان الثقافة والفنون الذي قدمت خلاله26 فرقة فنون شعبية دولية ومحلية عروضها في مختلف مراكز وقري المحافظة.
عواض يقاطع للعام الثاني قاطع الدكتور أحمد عواض رئيس هيئة قصور الثقافة حفلي الافتتاح والختام رغم تواجده بأسوان لحضور الدورة السابعة لمهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون, ولم يظهر عواض في الكادر إلا عقب انتهاء حفل الافتتاح مرتديا ملابس كاجوال للترحيب بوزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم قبل مغادرتها فندق الحفل.