شارك الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط, أمس, في أعمال الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي الخامس في العاصمة البلجيكية بروكسل. وصرح السفير محمود عفيفي, المتحدث الرسمي باسم الأمين العام, بأن أبو الغيط حرص علي أن التأكيد علي أن القضية الفلسطينية تظل علي رأس قائمة النزاعات الدولية التي تبقي دون حل, معربا عن أسفه إزاء الإجراءات الأحادية التي تتخذها دول معدودة بنقل سفارتها إلي القدسالشرقيةالمحتلة, ومطالبا الدول الأوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين علي أساس حدود1967 وعاصمتها القدسالشرقية, مع تثمين الدور الأوروبي في مجال الدعم الإنساني والاقتصادي للشعب الفلسطيني من خلال وكالة الأونروا. وأشار إلي أن الأمين العام أكد أن الحل السياسي يظل هو المخرج الوحيد للأزمة السورية وفقا للقرارات الأممية ذات الصلة, فيما أعرب عن قلقه إزاء استمرار حالة الانسداد السياسي في ليبيا, مطالبا بمضاعفة الجهود الدولية بشكل متناسق من أجل حلحلة الوضع هناك. أما فيما يخص الأزمة في اليمن, فقد أكد أبو الغيط استمرار الجامعة العربية في دعم الحكومة اليمنية الشرعية, مشددا علي ضرورة اتخاذ كل الإجراءات من أجل إنهاء المعاناة الإنسانية وتقديم العون الصحي والمادي لأبناء الشعب اليمني. وألقي سامح شكري وزير الخارجية أمس, كلمة أمام الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي. وصرح المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية, بأن شكري أكد أهمية انعقاد هذا الاجتماع لما يمثله من منصة لتعزيز التشاور وتبادل وجهات النظر بشأن مجمل القضايا محل اهتمام الجانبين العربي والأوروبي, بما يخدم المصالح المشتركة لكل شعوب ودول المنطقتين, وعلي نحو يبني بشكل فعال علي الروابط التاريخية العميقة التي دائما ما جمعت بين العالمين العربي والأوروبي. يذكر أن هذا الاجتماع يأتي في إطار التمهيد لأعمال القمة العربية الأوروبية الأولي, التي ستستضيفها مصر يومي24 و25 فبراير الجاري. وأضاف المتحدث الرسمي أن شكري أكد في كلمته, مركزية القضية الفلسطينية للشعوب العربية, ولتحقيق الاستقرار في المنطقة بأكملها, مشيرا إلي استمرار الموقف المصري الراسخ تجاه القضية الفلسطينية, والداعم لكل حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والثابتة, ومنوها باستمرار الجهود المصرية الرامية إلي توحيد الصف الفلسطيني, وتخفيف المعاناة الإنسانية للأشقاء في كل الأراضي الفلسطينية. وأشار إلي ترحيب مصر بجهود الاتحاد الأوروبي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة, وأنها تعول علي استمرار المواقف المبدئية للجانب الأوروبي. وأشار حافظ إلي أن شكري تطرق إلي التطورات التي تشهدها المنطقة, ومنها الأزمة السورية, والأوضاع في ليبيا, حيث أكد شكري علي محددات الموقف المصري للتعامل مع تلك التحديات, من خلال الدفع بالحلول السياسية لإنهاء تلك الأزمات, واستمرار الجهود الرامية للقضاء علي الإرهاب والبيئة الحاضنة له, وبما يضمن الحفاظ علي وحدة وسيادة تلك الدول وسلامة أراضيها. وأوضح حافظ أن شكري أشار أيضا إلي أن هذا الاجتماع يمثل فرصة جيدة لمراجعة التقدم المحرز في مجالات التعاون القائم بين البلدين, وتطويره استنادا إلي قاعدة مبدأ الاحترام المتبادل للخصوصية, والبناء علي المصالح المشتركة والمتبادلة بين الجانبين. وأعرب عن تطلع الجانب العربي لقيام الاتحاد الأوروبي بدعم المساعي الرامية لتحقيق التنمية الشاملة ودعم المشروعات التنموية في الدول العربية. واستعرض التحديات المختلفة التي تواجهها منطقتنا العربية, فعلي صعيد ملف الهجرة, نوه شكري بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الدول العربية للتعامل مع هذه الظاهرة, ومن ضمنها مصر التي تستضيف نحو خمسة ملايين لاجئ من مختلف الدول, وتبذل كل الجهود لتوفير حياة كريمة لهم, متطلعا إلي مساهمة أكثر فعالية من جانب الشركاء الأوروبيين في معالجة أسبابها بعيدا عن المواءمات السياسية المحدودة. وقال حافظ إن شكري تناول أيضا ملف حقوق الإنسان, حيث أكد أهمية التزام الجانبين العربي والأوروبي بنهج شامل لحماية حقوق الإنسان والتصدي بكل حزم لخطاب الكراهية والعنصرية.