كوين أوف هارتس أو ملكة القلوب عنوان الفيلم الدنماركي الذي قدمته المخرجة المصرية الدنماركية مي الطوخي أمس, في مهرجان روتردام السينمائي الدولي, وينافس علي جائزة بيج سكرين أوردز, كما ينافس أيضا في التوقيت نفسه علي جوائز مسابقة السينما العالمية في مهرجان صان دانس السينمائي الدولي بالولايات المتحدةالأمريكية وكذا في مسابقة نورديك بمهرجان جوتنبورج السينمائي في السويد. ويتناول الفيلم قضية الاعتداء الجنسي علي القاصرين, حيث يتتبع حياة آنا وهي امرأة في منتصف العمر محامية ناجحة وأم لطفلتين توءم وتعيش حياة متزنة مع زوجها بيتر, وتساعد من خلال عملها الفتيات اللاتي يتعرضن لاعتداءات جنسية وأحيانا ما تكون من أحد أفراد الأسرة وهو ما تعرضت له هي نفسها في الصغر, ولكن هذا النموذج المثالي لحياة آنا يتغير تماما بحضور جوستاف ابن بيتر من زيجة سابقة في السويد, حيث تحاول آنا في البداية دمجه مع باقي أفراد الأسرة حتي يقترب من زوجها والفتاتين لتقويم سلوكه ولكن بعد فترة يصبح وجود جوستاف مغريا بالنسبة لها. واختارت المخرجة مي الطوخي أن تروي القصة بالكامل من عين آنا باعتبارها المحرك الرئيسي للأحداث ورصدت مشاعرها وانفعالاتها حتي لحظة النهاية الذي تدرك فيه أنها السبب في موت جوستاف بعد أن قامت باستغلاله وعندما تحاول الاعتراف لزوجها يرفض الاستماع إليها حتي لا تتخلص من عبء هذا الذنب, وحتي تستمر الصورة المثالية المزيفة لحياتهم, وقامت بالدور واحدة من أهم نجوم الدنمارك وهي تريني ديرهولم التي شاركت أيضا في بطولة الفيلم الروائي الطويل الأول لمي الطوخي لونج ستوري شورط عام2015, وحازت عنه علي جائزة مهرجان روبرت كأفضل ممثلة مساعدة, وهي حاصلة أيضا علي الدب الفضي لأفضل ممثلة في مهرجان برلين السينمائي الدولي عام2016, عن فيلمTheCommune. وقالت مي الطوخي- في تصريحات لالأهرام المسائي عقب عرض الفيلم- إنه محاولة لتغيير الوعي حول هذه القضايا, فهو يشير لقضية شائكة ومهمة, لأنه في الأغلب ما يتم التركيز علي حالات الاعتداء من هذا النوع واتخاذ مواقف تجاهها عندما تكون الضحية فتاة ولكن لا أحد ينتبه للأمر عندما يكون الضحية صبيا أو مراهقا مثل جوستاف في هذه الحالة ويتعرض للاعتداء من زوجة الأب التي تمتلك سطوة ولديها قدرة علي الإقناع استطاعت استخدامها بسهولة لتجبر الأب علي الاعتقاد بأن ادعاءات جوستاف ضدها كاذبة. وأشارت خلال مناقشتها العامة مع الجمهور إلي أن آنا تعرضت للإعتداء في صغرها وهذا ليس تبريرا لتصرفها فهي فعلت الشيء نفسه مع جوستاف, العديد من الإحصائيات تشير إلي أن من يقوم بهذه الممارسات في أغلب الحالات يكون هو نفسه قد تعرض للاعتداء من قبل.